قمة لحلف الناتو وسط تصاعد التوترات الإقليمية

ستستضيف مدينة لاهاي الهولندية يومي 24 و25 جوان قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، في لحظة دولية مشحونة بالتوتر، حيث تزامن موعد القمة مع تصعيد عسكري بين إيران و”إسرائيل”، وسط مساعٍ دبلوماسية لاحتواء الأزمة ومنع انزلاقها إلى صراع إقليمي أوسع.

وتعد هذه القمة الأولى من نوعها التي تُعقد في هولندا منذ تأسيس الحلف، ويُنتظر أن تشهد حضور قادة أكثر من 30 دولة عضو، من بينهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيس الوزراء البريطاني. ويرتقب أن يناقش القادة ملفات أمنية واستراتيجية متعددة، على رأسها الإنفاق الدفاعي، دعم أوكرانيا، واستقرار الشرق الأوسط بعد الضربات المتبادلة بين طهران وتل أبيب.

من أبرز محاور القمة أيضًا، دعوة الإدارة الأميركية إلى رفع الإنفاق الدفاعي إلى 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو مطلب كرره الرئيس ترامب في أكثر من مناسبة. وأعلنت ألمانيا استعدادها للنقاش حول زيادات تدريجية في ميزانيتها العسكرية، في حين لا تزال بعض الدول الأوروبية تُبدي تحفّظًا على الأهداف الجديدة.

و في خضم التوترات المتصاعدة بين إيران و”إسرائيل”، وبعد إعلان وقف إطلاق النار برعاية أميركية–قطرية، أكد المستشار الألماني فريدريش ميرتس أن قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، المنعقدة في لاهاي يومي 24 و25 جوان 2025، ستناقش بشكل موسّع سبل استقرار الوضع في الشرق الأوسط، وتفادي انفجار جديد قد يهدد الأمن الإقليمي والدولي.

وفي تغريدة نُشرت صباح الثلاثاء عبر حسابه الرسمي على “إكس”، قال ميرتس: “سنناقش مع شركائنا الأميركيين والأوروبيين، على هامش قمة الناتو في لاهاي، كيفية تعزيز استقرار الوضع بعد التصعيد الأخير.”

وجاءت هذه التصريحات عقب دخول اتفاق الهدنة حيّز التنفيذ، في وقت بدأت فيه الأسواق العالمية تستجيب بشكل إيجابي نسبيًا، وسط آمال بتثبيت التهدئة رغم استمرار الخروقات المحدودة.

و تُعقد القمة في ظل توجّس من غياب توافق أوروبي داخلي، وقلق من تهميش الملف الأوكراني لصالح قضايا طارئة أخرى. كما تُطرح تساؤلات حول قدرة الحلف على الحفاظ على تماسكه الاستراتيجي، في ظل التغيرات في واشنطن، والتحولات المتسارعة في الشرق الأوسط وآسيا.

Exit mobile version