دور معسكر “ماغا” “MAGA” في كبح الحرب بين واشنطن وطهران

في خضم التوتر المتصاعد بين واشنطن وطهران، برز معسكر “ماغا” “MAGA” كمكوّن سياسي مؤثّر داخل المشهد الأمريكي، مساهما في كبح الحرب بين واشنطن وطهران.

حركة “ماغا”، وهي اختصار لشعار “Make America Great Again” (لنجعل أمريكا عظيمة من جديد)، ظهرت لأول مرة سنة 2015 كشعار انتخابي لدونالد ترامب، لكنها تحوّلت لاحقًا إلى تيار سياسي واسع يُجسّد توجّهًا قوميًا يمينيًا يرفض الحروب الخارجية، ويدعو لحماية المصالح الأمريكية داخليًا، خصوصًا على المستوى الاقتصادي والهوياتي. أنصار MAGA يجمعهم موقف مشترك ضد “الدولة العميقة”، وضد أي تورّط عسكري لا يخدم مباشرة الأمن القومي الأمريكي.

يضم تيار “ماغا” مزيجًا من المحافظين الشعبويين، والناشطين المعادين للعولمة، وشخصيات إعلامية نافذة مثل تاكر كارلسون، بالإضافة إلى نواب جمهوريين يعارضون السياسات التقليدية للحزب. وتُعد معارضتهم للتدخلات العسكرية أحد أبرز أركان خطابهم السياسي، الذي يرى أن الحروب الخارجية أنهكت الولايات المتحدة واستنزفت مواردها.

في هذا السياق، ومع احتدام التصعيد بين واشنطن وطهران، لعب معسكر “MAGA” المحافظ دورًا بارزًا في كبح توجهات الحرب داخل الأوساط السياسية الأمريكية. هذا المعسكر، الذي يُجسد تيار “أمريكا أولاً”، أبدى معارضة قوية للتورط في أي صراع عسكري جديد خارج الحدود، معتبرًا أن الأولوية يجب أن تكون للداخل الأمريكي.

رغم ضغوط الجناح الصقوري داخل الحزب الجمهوري، أصر عدد من رموز MAGA على ضرورة تجنب المواجهة مع إيران، محذرين من تكلفة بشرية وسياسية باهظة. شخصيات بارزة مثل تاكر كارلسون وستيف بانون عبّرت عن رفضها القاطع لأي تصعيد، واعتبرت أن التحرك العسكري يتعارض مع القيم التي انتُخب ترامب لأجلها.

هذا الضغط الداخلي جعل ترامب يتريّث في اتخاذ قرار الحرب، مفضّلًا الخطاب التصعيدي دون تنفيذ مباشر. وبدلاً من الانخراط في حرب مفتوحة، تم اللجوء إلى توجيه ضربات محدودة ودعم حذر لحلفاء واشنطن، دون تبنٍ رسمي لحملة عسكرية شاملة.

المصدر: فاينانشل تايمز + الصحفي

Exit mobile version