تشير التقارير الاقتصادية الحديثة إلى أن النظام الاقتصادي العالمي يمر بمرحلة دقيقة، تتسم بتقاطع معقد بين التوترات الجيوسياسية والمخاوف التجارية، مقابل بوادر تعافٍ نسبي في بعض المناطق.
ففي المشهد العالمي العام، نبّه بنك التسويات الدولية إلى أن الاقتصاد العالمي يواجه “لحظة محورية”، إذ تُلقي النزاعات التجارية والتجاذبات الجيوسياسية بثقلها على استقرار الأسواق وتدفق رؤوس الأموال، وسط غياب وضوح الرؤية المستقبلية.
أما في آسيا، ورغم تسجيل تحسن طفيف في مؤشرات التصنيع الصيني، لا تزال الحاجة إلى حوافز إضافية حاضرة بقوة. غير أن تجدد المحادثات التجارية بين أميركا وكندا أعاد الثقة إلى الأسواق الآسيوية، التي افتتحت الأسبوع بمؤشرات إيجابية، مدفوعة بتفاؤل المستثمرين.
وفي أوروبا، أظهرت المملكة المتحدة أداءً اقتصادياً لافتاً، حيث ارتفعت نسبة النمو خلال الربع الأول من العام إلى 0.7%، مصحوبة بقفزة في ثقة الشركات لأعلى مستوى منذ 2015، وفق ما أوردته تقارير مصرفية.
على الجانب الآخر من الأطلسي، تبدو أميركا الشمالية أمام مرحلة إعادة ضبط، حيث أعلنت كندا تراجعها عن تطبيق الضريبة الرقمية على عمالقة التكنولوجيا، رغبة في إنعاش مفاوضاتها التجارية مع الولايات المتحدة. في المقابل، يناقش الكونغرس الأميركي مشروعًا اقتصاديًا مثيرًا للجدل، يتضمن تخفيضات ضريبية، تقليصًا في الإنفاق، ومخصصات إضافية للترحيل، وسط انقسامات سياسية واضحة.
في المجمل، يعكس هذا المشهد تداخلاً معقدًا بين بوادر تعافٍ إقليمي واضطراب عالمي أوسع، ما يجعل من النصف الثاني من 2025 مرحلة حاسمة في إعادة ضبط ملامح الاقتصاد العالمي.
المصدر: تقارير رويترز ووكالة أسوشييتد برس