روسيا…العثور على قنابل كيميائية أوكرانية معدّة للطائرات المسيرة

كشف جهاز الأمن الفيدرالي الروسي”FSB” عن العثور على مخبأ للجيش الأوكراني في منطقة كوراخوفسكي بجمهورية دونيتسك الشعبية، يحتوي على قنابل بدائية الصنع مخصصة للطائرات المسيرة، ومعبأة بمادة الكلوروبيكرين، المصنّفة ضمن المواد القتالية السامة والمحظورة بموجب اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية.

البيان الرسمي الصادر عن “FSB” أوضح أن العملية نُفذت بالتنسيق مع وزارة الدفاع الروسية قرب قرية إلينكا، حيث جرى ضبط عبوات تحتوي على متفجرات من نوع بلاستيت إلى جانب مواد سامة معدة للاستخدام القتالي “مادة الكلوروبيكرين”. وبناءً على هذه المعطيات، فُتح تحقيق جنائي بموجب المادة 355 من قانون العقوبات الروسي، الخاصة بالأنشطة المرتبطة بأسلحة الدمار الشامل.

هذه الحادثة ليست الأولى، إذ سبق أن أعلنت موسكو في ماي 2024 الماضي عن العثور على مختبر لصناعة حمض السيانيد في مواقع انسحبت منها القوات الأوكرانية، وفي أكتوبر تم الكشف عن مخبأ آخر يحتوي على الكلوروبيكرين، أعقبه اكتشاف مماثل هذا العام في دونيتسك.

وتتهم السلطات الروسية كييف بانتهاك صارخ للمواثيق الدولية، لا سيما اتفاقية الأمم المتحدة بشأن حظر الأسلحة الكيميائية، عبر اعتماد أساليب محرّمة في سياق العمليات القتالية. وقد أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى هذه المسألة خلال كلمته في الجلسة العامة للمنتدى الاقتصادي الدولي بسان بطرسبورغ، معتبراً أنها تكشف عن تصعيد خطير في طبيعة المواجهة.

و استُخدمت مادة الكلوروبيكرين كسلاح كيميائي خلال الحرب العالمية الأولى من قبل عدة قوى كبرى، على رأسها ألمانيا التي كانت من أوائل الدول التي أدخلت الغازات السامة إلى ساحات المعارك، حيث استخدمتها لإرباك الجنود وإجبارهم على خلع الأقنعة الواقية. كما لجأت كل من فرنسا وبريطانيا إلى استعمال الكلوروبيكرين ضمن ترسانتهما الكيميائية، إما بشكل منفرد أو مخلوط بمواد أخرى لتعزيز تأثيره. وقد استُخدمت هذه المادة في القذائف المدفعية لتسبّب تهيجًا حادًا في الجهاز التنفسي والعيون، دون أن تكون قاتلة بالضرورة، بل كوسيلة لشلّ قدرة الجنود على القتال. ويُعدّ هذا الاستخدام من أوائل الانتهاكات المنظمة للمعايير الأخلاقية في الحروب، ما دفع لاحقًا إلى إدراج الكلوروبيكرين ضمن المواد المحظورة دوليًا بموجب اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية.

للاشارة تُعدّ مادة الكلوروبيكرين من المركبات الكيميائية شديدة السمية، و استُخدمتا خلال الحرب العالمية الأولى من قبل المانيا بريطانيا وفرنسا، لما تسببه من تهيج حاد للجهاز التنفسي والعينين. وتُصنّف هذه المادة ضمن الأسلحة الكيميائية المحظورة بموجب اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، نظرًا لتأثيراتها الخطيرة على الصحة العامة، بما في ذلك فقدان مؤقت للبصر وصعوبات في التنفس. ورغم استعمالها المحدود في بعض المجالات الزراعية كمبيد للتربة، إلا أن استخدامها لأغراض عسكرية يُعدّ انتهاكًا للقوانين الدولية ويصنّف ضمن جرائم الحرب.

فيما يُعدّ حمض السيانيد، المعروف أيضًا باسم حمض الهيدروسيانيك، من أخطر المركّبات الكيميائية السامة، وهو سائل عديم اللون وسريع التبخر، ذو رائحة تشبه اللوز المر. يتميز بقدرته العالية على التفاعل مع الخلايا الحية، حيث يثبط عمل الإنزيمات المسؤولة عن إنتاج الطاقة، مما يؤدي إلى توقف التنفس الخلوي والموت السريع في حال التعرّض لتركيز مرتفع منه. استُخدم هذا الحمض تاريخيًا في بعض عمليات الإعدام بالغاز، ويُعتبر اليوم من أسلحة الدمار الشامل المحظورة دوليًا بموجب اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية. كما يُحظر تصنيعه أو تخزينه لأغراض قتالية، ويُعدّ استخدامه في النزاعات المسلحة جريمة حرب بموجب القانون الدولي.

المصدر: نوفوستي+ الصحفي

Exit mobile version