تسليم السلاح من قبل حزب العمال الكردستاني

يُرتقب أن ينطلق عناصر من حزب العمال الكردستاني في تسليم أسلحتهم خلال مراسم ستُقام مطلع شهر يوليو الجاري في إقليم كردستان العراق، بحسب ما أفادت به قناة “روداو” استنادًا إلى مصدرين مطلعين.

ووفقًا للمعلومات المتوفرة، ستجري مراسم تسايم سلاح حزب العمال الكردستاني في محافظة السليمانية خلال الفترة الممتدة بين 3 و10 من الشهر الجاري، بمشاركة مجموعة يتراوح عددها بين 20 و30 عنصرًا من الحزب، وبحضور وسائل إعلامية.

ويُنتظر أن تسبق هذه الخطوة رسالة جديدة مرتقبة من زعيم الحزب عبدالله أوجلان، المسجون منذ عام 1999، تتضمن توجيهات بشأن عملية الحل. ووفق ذات المصدرين، فإن المقاتلين الذين سيسلمون أسلحتهم لن يعودوا إلى مدنهم الأصلية، بل سيظلون في المناطق التي يقيمون بها حاليًا.

تأتي هذه التطورات بعد إعلان العمال الكردستاني ، في ماي الماضي، عن قراره بحل نفسه استجابة لدعوة أوجلان، في سياق يُفهم منه أنه محاولة لإفساح المجال أمام تسوية سياسية محتملة مع تركيا، وسط آمال بتحقيق انفراج جديد في العلاقة بين أنقرة والأقلية الكردية.

وقد وصفت قناة “روداو” هذه المبادرة بأنها بادرة حسن نية قد تفتح الباب نحو مرحلة جديدة من الحوار. وفي السياق ذاته، أعلن حزب “ديم”، المؤيد للأكراد، عن لقاء مرتقب بين وفد من نوابه والرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 8 أو 9 يوليو، على أن يتبعه تواصل مع مختلف الأطراف السياسية وزيارة إلى جزيرة إيمرالي، حيث يقبع أوجلان.

للاشارة تعود جذور الأزمة بين الجماعة المسلحة الانفصالية والدولة التركية إلى عام 1984، حين أطلق حزب العمال الكردستاني تمردًا مسلحًا في جنوب شرق تركيا مطالبًا بحكم ذاتي للأكراد، الذين يشكّلون نحو 20% من سكان البلاد

. وقد تصاعد النزاع المسلح بين الدولة الترطية و الجماعة المسلحة الانفصالية  ليُصبح من أطول وأعنف الصراعات الداخلية في تاريخ الجمهورية التركية، وأسفر عن سقوط أكثر من (40 ألف قتيل)، معظمهم من المدنيين. رغم محاولات عديدة لعقد مفاوضات سلام، أبرزها المبادرة التي بدأت عام 2013 وانتهت بانهيار الهدنة في 2015، فإن الطرفين ظلا عالقين في دائرة العنف والاتهامات. ومع اعتقال زعيم الحزب عبدالله أوجلان عام 1999، اتخذت الأزمة طابعًا أكثر تعقيدًا، حيث تحوّل أوجلان إلى رمز سياسي في نظر جزء من القاعدة الكردية، بينما بقيت الدولة تعتبر الحزب منظمة إرهابية. الأزمة لم تكن محلية فحسب، بل تشابكت مع ملفات إقليمية في سوريا والعراق، ما زاد من تعقيد مشهدها السياسي والأمني.

المصدر: RT+ الصحفي

Exit mobile version