في خطوة تعكس عودة تدريجية للاستقرار في قطاع الطاقة الليبي، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط الليبية عن فتح أول مناقصة دولية لاستكشاف النفط والغاز منذ أكثر من عقد، بمشاركة شركتي “شيفرون” الأميركية و”توتال إنرجيز” الفرنسية، إلى جانب شركات عالمية أخرى. وتأتي هذه المناقصة في وقت تسعى فيه طرابلس إلى زيادة إنتاجها من المحروقات وتعزيز مكانتها داخل منظمة “أوبك”.
ووفقًا لما نقله موقع Business Insider Africa، فإن مشاركة شركتي “شيفرون” الأميركية و”توتال إنرجيز” الفرنسية مناقصة في ليبيا، تمثل أول تحرك من نوعه منذ اندلاع النزاع في عام 2011، حيث طُرحت أمام الشركات الأجنبية 22 منطقة استكشافية، تتوزع بين مناطق بحرية وبرية، تشمل أحواض سرت وغدامس ومرزق، إلى جانب مناطق ساحلية واعدة.
وترى المؤسسة الوطنية للنفط أن هذه المناقصة تندرج ضمن استراتيجية تهدف إلى رفع الإنتاج الوطني إلى (2 مليون برميل يوميًا) بحلول نهاية العقد الجاري، مقارنة بمعدل يبلغ حاليًا نحو (1.4 مليون برميل يوميًا). وتُقدَّر الاستثمارات الضرورية لتحقيق هذا الهدف بين (3 إلى 4 مليارات دولار)، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز في تقرير سابق لها.
ومن أبرز عناصر الجذب في هذه الجولة الجديدة، تقديم نموذج تعاقدي جديد يعتمد على آلية “تقاسم الإنتاج”، وهو ما اعتُبر تطورًا لافتًا مقارنة بالأنظمة السابقة، إذ يمنح الشركات مرونة أكبر ويعزز فرص تقاسم العائدات بين الدولة والمستثمرين.
وتعكس مشاركة شركات بحجم “شيفرون” و”توتال” مؤشرات إيجابية حول ثقة هذه الأطراف في البيئة الاستثمارية الليبية، رغم استمرار التحديات السياسية والأمنية. كما تُعدّ هذه المناقصة اختبارًا حقيقيًا لقدرة السلطات الليبية على إنجاح شراكاتها الطاقوية في مناخ إقليمي ودولي متغير.
للاشارة شيفرون (Chevron)
شيفرون هي واحدة من أكبر شركات الطاقة في العالم، مقرّها في سان رامون، كاليفورنيا، الولايات المتحدة. تأسست في عام 1879 تحت اسم “Pacific Coast Oil Company”، وتحولت لاحقًا إلى شيفرون بعد عدة عمليات اندماج، أبرزها مع “تكساكو”. تنشط الشركة في جميع مجالات صناعة الطاقة، من الاستكشاف والإنتاج والتكرير إلى نقل وتسويق النفط والغاز، كما تستثمر أيضًا في الطاقة المتجددة والتقنيات منخفضة الانبعاثات. تُعرف شيفرون بقدراتها التكنولوجية العالية ومشاريعها في أماكن جغرافية معقدة مثل أعماق البحار، وتعد من الفاعلين الرئيسيين في السوق الأميركية والدولية، كما تملك حضورًا قويًا في إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا.
للتذكير توتال إنرجيز (TotalEnergies)
توتال إنرجيز هي شركة فرنسية متعددة الجنسيات، تُعد من أكبر شركات الطاقة في أوروبا والعالم، ويقع مقرّها في باريس. تأسست سنة 1924 تحت اسم “Compagnie Française des Pétroles”، وتطورت لاحقًا لتصبح “توتال”، قبل أن تعتمد اسم “TotalEnergies” سنة 2021 لتعكس تحولها الاستراتيجي نحو الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة وخفض الانبعاثات الكربونية. تنشط الشركة في أكثر من 130 دولة وتغطي سلسلة القيمة الكاملة للطاقة: من التنقيب والإنتاج إلى التكرير والتوزيع، بالإضافة إلى مشاريع في الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، والهيدروجين الأخضر. تُعرف توتال إنرجيز بنشاطها القوي في إفريقيا، بما في ذلك الجزائر وليبيا ونيجيريا، وتُعد من الشركاء الطاقويين البارزين في المنطقة.
المصدر:
Business Insider Africa Reuters