“سبيبا”… رقصة السيف التي تربط أبناء أزجر بذاكرة الانتصار والهوية

تحوّلت واحة جانت، اليوم الأحد 6 جويلية 2025 الموافق للعاشر من محرم 1447هـ، ذكرى عاشوراء إلى مسرح مفتوح على الذاكرة الجماعية، مع انطلاق تظاهرة “سبيبا”، إحدى أعرق الطقوس الثقافية في منطقة أزجر، التي يجتمع فيها التاريخ بالرمز، والهوية بالاحتفال الجماعي.

تحمل هذه تظاهرة واحة جانت، التي تقام سنويًا في عاشوراء، أبعادًا روحية وثقافية متجذرة في وجدان مجتمع الطوارق، وتُعرف محليًا بـ”كيلي تسيبيا”، أي رقصة السيف، لما تعكسه من دلالات الانتصار والصلح والانتماء. وتعد مناسبة “سبيبا” تتويجًا لمسار تحضيري طويل، يجمع بين الشعر، والغناء، والرقص، والأزياء الرمزية، في عرض تشاركي بين قصري الميزان وزلواز.

يبدأ الاحتفال بكلمة “تنفار”، التي تعني “التحرر”، وتنطلق بعدها ساحة “أبتول” في أداء جماعي منسق يُعرف بـ”تيللين”، حيث تتداخل التراتيل مع الإيقاعات والخطى، في مشهد يربط الحاضر بأمجاد الماضي.

اللباس التقليدي “أغلاي ن تيكمسين”، الذي يرتديه المشاركون، لا يُعد مجرّد زيّ بل يحمل في طياته وثيقة مرئية عن هوية المنطقة وسردية تاريخها، في حين تؤدي النساء أدوارًا محورية من خلال إيقاعات “الأنغوزا”، وهي الطبول التقليدية، التي ترافق الرقص بالسيوف في لحظات الذروة، وتحديدًا خلال مشهد “أغلاي ن أوتاي”، الذي يمثل قمة التظاهرة ويمزج بين الإيقاع والرمزية والحركة.

يمثّل مهرجان سبيبا أكثر من مجرد احتفال فلكلوري، فهو فعل ثقافي يرسخ قيم المصالحة الجماعية والتماسك المجتمعي، ويجدد، سنة بعد أخرى، علاقة سكان أزجر بتراثهم وهويتهم المشتركة.

وقد أكد محافظ المهرجان، ناصر بكار، في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، أن انطلاقة الطبعة الحالية جرت في ظروف تنظيمية محكمة رغم تأثير درجات الحرارة على الحضور الصباحي، مشيدًا بدور الحماية المدنية والسلطات المحلية في تأمين التظاهرة وتسهيل سيرها.

وساهم الحضور الإعلامي الواسع، وفق تصريحات المنظمين، في إبراز خصوصية هذا الحدث الثقافي وإحياء تقاليده العريقة ضمن المشهد الوطني.

المصدر: وكالة الأنباء الجزائرية (وأج)

Exit mobile version