تطرّق مقال Algeriepatriotique للتحوّلات المتسارعة التي تعيشها المملكة المغربية نتيجة خيارها التطبيعي مع “الكيان الإسرائيلي”، مؤكدًا أن الرهان على هذا التحالف لم يجلب سوى العزلة والتوترات. فبعد أربع سنوات من توقيع الاتفاق، لم تتحقق الوعود التي علّقت عليها الرباط آمالها، لا في ملف الصحراء الغربية، ولا في تحسين صورتها داخل العالم العربي.
ويمضي المقال في تتبّع الأبعاد التاريخية لهذا التقارب السري القديم بين المملكة المعربية وتل أبيب، والذي تعود جذوره إلى ما بعد الاستقلال، حيث لعب جهاز “الموساد” دورًا محوريًا في تأسيس البنية الاستخباراتية المغربية. ويُبيّن الكاتب أن التحالف المغربي-الإسرائيلي لم يكن خيارًا ظرفيًا، بل استراتيجية موجهة ضد الجزائر، التي تُعتبر في الرؤية المغربية مركز ثقل يُهدد التوسع الإقليمي.
غير أن التطورات الجارية، وخاصة المجازر التي ارتكبها الاحتلال في غزة منذ 7 أكتوبر، قلبت المعادلات. إذ تحوّلت “إسرائيل” إلى دولة منبوذة على الصعيد الدولي، ووجد المغرب نفسه في موقف حرج، بعد أن منح غطاءً سياسيًا لدولة تواجه إدانات متزايدة، ليس فقط من الشعوب، بل حتى من منظمات دولية وهيئات رياضية وثقافية.
ويرى المقال أن الضرر الأكبر لم يعد خارجيًا فقط، بل داخليًا أيضًا، في ظل أوضاع اجتماعية خانقة، واحتجاجات تعمّ مناطق عدة من المملكة، خاصة في الريف، حيث عادت الأصوات المطالبة بالتغيير، في وقت يواصل فيه النظام الترويج لإنجازات “دبلوماسية” جوفاء.
وفي ختام المقال، يحمّل الكاتب النظام المغربي مسؤولية الوقوع في فخ الرهانات الخاطئة، والتقليل من شأن الشعوب وذاكرتها التاريخية، مشيرًا إلى أن الصمت أمام المأساة في غزة قد يُغتفر، لكن التواطؤ لا يُنسى.