بين ترامب و ألبانيزي.. من يستحق نوبل للسلام؟

في خضم الجدل حول ترشيح الرئيس الأميركي  دونالد ترمب “Donald Trump” لجائزة نوبل للسلام، ظهرت دعوات ترشيح مضادة تطالب بمنح الجائزة لعام 2026 لأصوات جسّدت الضمير الإنساني، وفي مقدمتهم فرانشيسكا ألبانيزي “Francesca Albanese'”، المقررة الأممية التي واجهت الضغوط لتوثيق سياسات الإبادة في غزة، وأطباء القطاع الذين أنقذوا الأرواح في ظروف كارثية.

لم تقتصر هذه الدعوات على حملات تعاطف، بل اتخذت مسارًا رسميًا؛ ففي 10 جويلية 2025، أعلن عضو البرلمان الأوروبي أودهان أوريردان ترشيحه الرسمي لألبانيزي، مدعومًا من كتلة “S&D”، مشيدًا بالتزامها الأخلاقي في فضح جرائم الحرب. كما تبنّى برلمانيون كنديون من حزب NDP الترشيح، مؤكدين أنها تمثل “صوت الضحايا”.

شعبيًا، جمعت عريضة Change.org أكثر من 6,600 توقيع خلال أسبوع، فيما تجاوزت حملة Avaaz الداعمة لألبانيزي والطواقم الطبية 300,000 توقيع، ما يعكس حجم التأييد العالمي. وقد واجهت ألبانيزي حملة مضادة تمثلت بفرض عقوبات أميركية، إثر تقريرها الصادر في جوان 2025 الذي اتهم “إسرائيل” بـ”الإبادة الجماعية” في حق الفلسطينيين.

وبينما تظل ترشيحات نوبل سرية، تمثل هذه الحملة خطوة شرعية في مسار الجائزة، أسوة بسوابق تاريخية مماثلة. في المقابل، يصف مراقبون ترشيح ترمب بـ”السخرية السوداء”، معتبرين أن تكريم ألبانيزي وأطباء غزة سيكون رسالة رمزية لمن يدافع عن القانون الدولي في وجه الإفلات من العقاب.

وتقابل هذه التحركات المتصاعدة بحملة شرسة تقودها دوائر ضغط أميركية و”إسرائيلية”، استهدفت ألبانيزي بعقوبات رسمية وتهديدات علنية، فضلًا عن هجمات إعلامية منظمة، في محاولة لإسكات صوتها وتشويه مصداقيتها. ويعزو مراقبون شراسة هذه الحملة إلى استماتتها في الدفاع عن غزة، وتسمية الأمور بمسمياتها، خاصة في تقريرها الأخير الذي اتهم إسرائيل بانتهاج سياسة “النية الإبادية”. كما أثار دفاعها عن الطواقم الطبية في القطاع، وتسليط الضوء على القتل الممنهج لأطباء غزة، غضب الجهات التي تسعى لتقويض كل من يفضح جرائم الحرب. وفي مواجهة هذه الضغوط، تزداد شعبية ألبانيزي، ويُنظر إليها عالميًا بوصفها صوتًا نادرًا للضمير في وقت يسود فيه الصمت الدولي.

المصدر : change.org/ alsiasi.com+ الصحفي

Exit mobile version