تشهد مناطق واسعة من شمال إفريقيا موجة حر شديدة، حيث تجاوزت درجات الحرارة في الأيام الأخيرة حاجز (47) درجة مئوية في عدة مدن من الجزائر وتونس وليبيا. وتُعزى هذه الأجواء الحارقة إلى تمدد كتلة هوائية صحراوية ساخنة، بالتزامن مع تمركز مرتفع جوي قوي يقلل من تشكل السحب ويسمح بارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات غير معتادة.
سجّلت مدينة أدرار في الجزائر أعلى حرارة بالمنطقة بلغت (47.9) درجة مئوية، تلتها عين صالح وبدون بـ (47.6) درجة، مما يعزز موقع الجزائر كمركز لهذه الموجة الساخنة. أما في تونس، فقد سجلت توزر (45.8) درجة، وفي ليبيا بلغت الحرارة في مدينة السبيعة (45.2) درجة، بينما وصلت في بسكرة الجزائرية إلى (45.1) درجة.
تعد هذه القيم أعلى بكثير من المعدلات المعتادة لفصل الصيف، ما يضع ضغطًا كبيرًا على قطاعات حيوية كالكهرباء والزراعة والصحة. فدرجات حرارة بهذا المستوى تزيد من مخاطر الإصابة بضربات الشمس والجفاف، خصوصًا في المناطق التي تفتقر إلى وسائل التبريد.
الخبراء يشيرون إلى أن هذه الموجة ناتجة عن امتداد قوي للمرتفعات شبه الاستوائية من قلب الصحراء نحو حوض المتوسط، مما يتسبب في احتجاز الهواء الساخن لفترات طويلة. هذا النمط ليس غريبًا عن صيف شمال إفريقيا، لكن حدته واستمراره هذه السنة يثيران القلق.
وتواجه المناطق الزراعية تحديات حقيقية، خصوصًا في إنتاج التمور والزيتون والحبوب، حيث تعاني المزروعات من نقص المياه وحرارة مفرطة قد تؤثر على الغلة. كما ارتفع استهلاك الكهرباء إلى مستويات قياسية، ما يمثل عبئًا على شبكات التوزيع.
ورغم أن الموجة لم تسجل بعد أرقامًا قياسية وطنية جديدة، إلا أن استمرارها قد يؤدي إلى كسر بعض الأرقام التاريخية لشهر يوليو. ووفقًا لتقارير مناخية، فإن شمال إفريقيا من بين المناطق الأكثر عرضة لتكرار الظواهر الحرارية القصوى بسبب التغير المناخي.
وتبقى التوصيات قائمة بضرورة تجنب التعرض لأشعة الشمس خلال ساعات الذروة، والحفاظ على الترطيب، ومتابعة أوضاع الفئات الضعيفة، خصوصًا في المناطق الريفية والمحرومة من وسائل التهوية المناسبة.
المصدر: mkweather