الجزائر شريك استراتيجي محتمل لواشنطن وسط التحولات الجيوسياسية

سلّط معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى (The Washington Institute for Near East Policy)  الضوء على أهمية الجزائر كشريك يمكن أن يضطلع بدور رئيسي في منطقة شمال إفريقيا والساحل، في سياق ما يشهده العالم من تغيرات جيوسياسية متسارعة. وأكد التقرير على ضرورة أن تولي واشنطن اهتمامًا أكبر للجزائر، بالنظر إلى التزامها بالحوار الدبلوماسي واستقرارها الداخلي وتجربتها في مكافحة الإرهاب.

واعتبر التقرير أن الجزائر، بفضل موقعها الجغرافي الاستراتيجي وثرواتها الطبيعية والديموغرافية، تمثل فرصة واعدة لبناء شراكة طويلة الأمد، لا سيما في ظل تصاعد التحديات الأمنية والاقتصادية في المنطقة. كما أوصى بتعزيز التعاون في مجالات الأمن والتبادل المعلوماتي، إلى جانب فتح آفاق جديدة في قطاعات التعليم، الفلاحة، المناجم، والصحة العمومية.

ولم يغفل التقرير الإشارة إلى مسعى الجزائر لتوسيع استخدام اللغة الإنجليزية، باعتباره توجهًا استراتيجيًا نحو الانفتاح العالمي. ودعا صناع القرار في واشنطن إلى مواكبة هذا التحول من خلال دعم المبادرات المشتركة القائمة على الثقة والاحترام المتبادل.

للاشارة معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى (The Washington Institute for Near East Policy) هو مركز أبحاث (Think Tank) أمريكي تأسس سنة 1985، ويُعد من أبرز المؤسسات البحثية المتخصصة في قضايا الشرق الأوسط ضمن دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة. يهدف المعهد إلى تعزيز فهم السياسات الأمريكية تجاه الشرق الأوسط وتقديم توصيات قائمة على البحث والتحليل لصناع القرار في واشنطن، لا سيما في مجالات الأمن الإقليمي، والعلاقات العربية-الإسرائيلية، والسياسات الإيرانية، والتطرف، والطاقة، والتحولات الجيوسياسية.

يتمتع المعهد بعلاقات وثيقة بمؤسسات الحكم الأمريكية، خصوصًا الكونغرس ووزارتي الخارجية والدفاع، وغالبًا ما يُستشهد بتقارير خبرائه في جلسات الاستماع الرسمية أو يتم استقدامهم كمستشارين. رغم ادعائه الحياد الأكاديمي، يواجه المعهد انتقادات لارتباطاته القوية بجماعات ضغط مؤيدة لإسرائيل، خاصة وأنه انبثق أساسًا عن لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (AIPAC). يضم المعهد شخصيات بارزة من دبلوماسيين وعسكريين سابقين وأكاديميين، ما يمنحه تأثيرًا معتبرًا في توجيه السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط.

المصدر. واج  + الصحفي

Exit mobile version