أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، انسحاب الولايات المتحدة مجددًا من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”نهاية ديسمبر 2026،، متهمة المنظمة بـ”التحيز المؤسسي” ضد “إسرائيل”، ودعم سياسات موالية لفلسطين والصين، إلى جانب تبني أجندات أيديولوجية مثيرة للجدل.
وأوضحت آنا كيلي، المتحدثة باسم البيت الأبيض، أن قرار الانسحاب من “اليونسكو” جاء بسبب ما وصفته بـ”انحراف اليونسكو عن مبادئ الإنصاف والحياد”، مشيرة إلى أن برامج المنظمة باتت تعكس رؤى “غير منسجمة مع القيم الأميركية”، في إشارة إلى مبادرات التنوع والعدالة الاجتماعية.
ويأتي هذا القرار الذي أثار جدلا دوليا بعد نحو عامين فقط من عودة واشنطن إلى المنظمة خلال عهد الرئيس السابق جو بايدن، حيث كانت الولايات المتحدة قد انسحبت في 2017 أيضا في ولاية ترامب الأولى، احتجاجًا على قبول عضوية فلسطين، وما اعتبرته آنذاك “انحيازا ممنهجا ضد إسرائيل”.
كما تتهم إدارة ترامب اليونسكو بمنح الصين تأثيرا متزايدا داخل المؤسسة، خاصة في ملفات التكنولوجيا والتعليم الرقمي، وهو ما تراه واشنطن تهديدًا لهيمنتها الثقافية والمعرفية.
وبينما أكدت الخارجية الأميركية أن الانسحاب سيتم تنفيذه رسميًا بنهاية ديسمبر 2026، عبّرت أوساط دولية عن قلقها من تكرار الانسحاب الأميركي، لما له من تداعيات على تمويل المنظمة ومشاريعها التعليمية والثقافية في العالم، خاصة في المناطق النامية.
وفي إشارة إلى خلفية القرار، يُسجَّل أن الولايات المتحدة انسحبت من اليونسكو ثلاث مرات منذ تأسيسها، وكانت أول مرة سنة 1984 في عهد الرئيس رونالد ريغان، بسبب ما اعتُبر آنذاك فسادا وتسييسا للمنظمة، ثم في 2017 خلال الولاية الأولى لترامب، بسبب ما وصفه بـ”التحيّز ضد إسرائيل”، وأخيرًا، في 2025، خلال ولايته الثانية، بسبب ما يعتبره “انحيازًا لفلسطين والصين” وتبني أجندات غير متوافقة مع القيم الأميركية.