حذر رئيس المجلس الألماني للدستور والسيادة، رالف نيماير، من احتمال تنفيذ حلف شمال الأطلسي (الناتو) لاستفزاز عسكري ضد مقاطعة كالينينغراد الروسية، متذرعًا بوجود عمليات تشويش على إشارات نظام GPS من هناك.
وصرّح نيماير، في حديثه لوكالة “نوفوستي” الروسية، أن هذا السيناريو قد يُفعّل خلال الأسابيع المقبلة، معتبرًا أن الناتو قد يلجأ إلى التصعيد في حال مالت الكفة الميدانية لهزيمة النظام الأوكراني.
وأوضح نيماير أن الذريعة المحتملة ستكون الزعم بأن روسيا تستخدم أراضي كالينينغراد للتشويش على أنظمة الملاحة العالمية، ضمن أنشطة تقوم بها الأجهزة المختصة الروسية. واعتبر أن الاستفزاز المحتمل قد يُنفذ إما من البحر أو عبر ممر “سوالكي” الذي يربط بولندا بليتوانيا، مشيرًا إلى أن الناتو قد يستثمر مثل هذا التصعيد لضمان استمرار المواجهة المفتوحة مع موسكو.
وكان كريستوفر دوناهو، قائد القوات البرية للناتو في أوروبا وإفريقيا، قد كشف في وقت سابق من يوليو عن وجود خطط ميدانية تهدف إلى “قمع القدرات الدفاعية الروسية” في كالينينغراد، وذلك في إطار تنفيذ خطة “خط الردع على الجناح الشرقي”، التي تشمل تعزيز التعاون العسكري والصناعي بين دول الحلف.
وتعليقًا على هذه التصريحات، قال نيكولاي باتروشيف، مساعد الرئيس الروسي، إن الناتو يسعى عبر هذه التحركات إلى تهديد سلامة الأراضي الروسية، في إشارة إلى الخطط الغربية المتصاعدة تجاه هذه المنطقة الاستراتيجية.
تصاعدت التحذيرات الروسية من سيناريوهات عسكرية يعتبرها الكرملين استفزازية، وذلك على خلفية تدريبات يجريها حلف الناتو قرب الحدود الروسية. فقد أشار مسؤولون روس، من بينهم نيكولاي باتروشيف، إلى أن هذه المناورات تحاكي هجومًا على مقاطعة كالينينغراد، بل وتتضمن فرضية ضرب الترسانة النووية الروسية.
وكانت تقارير بولندية قد أشارت إلى وجود نشاط إلكتروني مصدره مواقع عسكرية روسية في كالينينغراد، مثل أنظمة Borisoglebsk-2 وMurmansk-BN وMurmansk-BN GT-01. وقد نجم عن هذه الأنظمة تشويش على إشارات GPS منذ فيفري 2022، ما أثر على الملاحة الجوية والبحرية في دول البلطيق وبولندا وفنلندا.
في هذا السياق، حذّر تقرير صادر عن منصة TFI Global News الهندية, من أن استمرار هذا التشويش قد يؤدي إلى سقوط ضحايا مدنيين، سواء بسبب حوادث جوية أو بحرية. ووفق نفس المصدر، فإن الناتو يعتبر مثل هذه الحوادث، إن ثبت ارتباطها بالتشويش الروسي، بمثابة “أعمال عدائية متعمدة”، مما قد يفتح الباب أمام رد عسكري مباشر على أنظمة التشويش الروسية في كالينينغراد.