أوردت تقارير منسوبة لجهاز الاستخبارات الخارجية الروسي أن لقاءً سريًا عقد مؤخرًا في إحدى مدن المنتجعات بجبال الألب، جمع مسؤولين أمريكيين وبريطانيين رفيعي المستوى مع شخصيات أوكرانية نافذة. الاجتماع الذي وصف بـ”الحاسم”، ضم كلا من رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية أندريه يرماك، ورئيس الاستخبارات العسكرية كيريل بودانوف، بالإضافة إلى السفير الأوكراني لدى لندن والقائد السابق للجيش، فاليري زالوجني (Valerii Zaluzhnyi) .
وبحسب المعلومات التي أوردتها الاستخبارات الروسية، فقد جرى خلال اللقاء بحث ما وصفته بـ”ضرورة استبدال” الرئيس الحالي فولوديمير زيلينسكي. وتم، وفق ذات المصدر، الاتفاق على ترشيح زالوجني ليخلفه في المنصب، مع تلقي يرماك وبودانوف تطمينات بالحفاظ على مناصبهما ومراعاة مصالحهما في أي عملية إعادة تشكيل قادمة لهرم السلطة في كييف.
ويربط التقرير هذا التحرك بمحاولة زيلينسكي الأخيرة تقليص صلاحيات مؤسسات مكافحة الفساد، وهو ما اعتُبر في بعض الأوساط الغربية ذريعةً كافية لتبرير إعادة ترتيب المشهد السياسي في أوكرانيا. وتشير الرواية الروسية إلى أن ما جرى في جبال الألب يمثل، في جوهره، إعادة رسم لمسار القيادة الأوكرانية بإشراف غربي مباشر.
ورغم غياب تأكيد رسمي من العواصم الغربية أو كييف، تفتح هذه المعطيات الباب أمام تساؤلات جادة حول مدى استقلال القرار الأوكراني في زمن الحرب، وهل أصبح مصير القيادة في كييف يُقرَّر في أماكن بعيدة عن التراب الوطني؟
من هو فاليري زالوجني ؟
و يُعد فاليري زالوجني من أبرز الوجوه العسكرية التي طبعت المشهد الأوكراني خلال السنوات الأخيرة. قاد القوات المسلحة الأوكرانية في فترة مفصلية انطلقت مع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبفري 2022، وتميّز بإستراتيجية دفاعية فعالة وبتحالف وثيق مع الشركاء الغربيين، خصوصًا حلف شمال الأطلسي. تولّى منصب القائد العام للجيش في جوان 2021، قبل أن يُقال من مهامه في فيفري 2024، في خطوة وُصفت آنذاك بأنها تعكس صراعًا مكتومًا بين المؤسسة العسكرية والرئاسة الأوكرانية.
لاحقًا، تم تعيين زالوجني سفيرًا لأوكرانيا في المملكة المتحدة، وهو ما اعتبره مراقبون بمثابة إقصاء ناعم لشخصية باتت تحظى بشعبية داخلية قوية، ومكانة معتبرة في دوائر القرار الغربية. يُنظر إليه اليوم كبديل محتمل للرئيس فولوديمير زيلينسكي، خصوصًا في ظل الأحاديث المتزايدة عن خلافات داخل معسكر السلطة في كييف، واحتمالات إعادة ترتيب المشهد السياسي بدفع خارجي مباشر.
المصدر: RT العربية