نشرت صحيفة The New York Times، يوم الثلاثاء 5 أغسطس 2025، مجموعة من الصور والوثائق غير المسبوقة التي التُقطت داخل قصر الملياردير الأمريكي الراحل جيفري إبستين في حي Upper East Side الفاخر بمانهاتن، وذلك قبل اعتقاله وانتحاره في 2019. هذه التسريبات الجديدة سلطت الضوء مجددًا على جوانب غامضة من
يمتد قصر Upper East Side على مساحة تقارب 21,000 قدم مربعة، ويُعتبر من أكبر وأفخم المنازل الخاصة في مدينة نيويورك،. وتُظهر الصور المنشورة مؤخرًا عددًا من الغرف ذات الطابع الغريب، كما تكشف عن تصميم داخلي مثير للقلق، يعكس ربما طبيعة الحياة التي كانت تُدار داخل هذا المبنى.
كما كشفتالصور وجود كاميرات مراقبة مثبتة في عدة مواقع داخل القصر، بما في ذلك غرف النوم والغرف المجاورة، وحتى في الممرات المؤدية إلى غرف التدليك. اللافت أن غرفة التدليك نفسها لم تُرصد فيها كاميرات واضحة، ما يثير أسئلة عن ما كان يحدث خلف تلك الأبواب.
و من بين أبرز ما ظهر في الصور، تمثال لامرأة ترتدي فستان زفاف معلّقة بحبل وسط الفسحة الداخلية، بالإضافة إلى تماثيل لفنانين، وقطع فنية مركبة تضم أعضاء اصطناعية موضوعة داخل إطارات. كما رُصدت نسخة أصلية نادرة من رواية Lolita للكاتب فلاديمير نابوكوف، ما أثار المزيد من الجدل حول ذوق إبستين واختياراته الرمزية.
عنصر آخر لفت الأنظار هو إطار يعرض ورقة نقدية من فئة الدولار موقّعة بخط يبدو أنه يعود لمؤسس “مايكروسوفت” بيل غيتس، كتب عليها العبارة: “I was wrong!”. عُلّقت هذه الورقة في غرفة المعيشة، ما أثار العديد من التساؤلات حول دلالاتها، وإن كانت تمثل اعترافًا ساخرًا أو رهانًا خاسرًا في علاقة جمعت الرجلين.
و عُلّقت عشرات الصور لإبستين إلى جانب شخصيات بارزة من عالم السياسة والأعمال والدين، من بينهم: دونالد ترامب وزوجته ميلانيا، بيل كلينتون، إيلون ماسك، البابا يوحنا بولس الثاني، فيدل كاسترو، وريتشارد برانسون، ما يؤكد طبيعة شبكة العلاقات التي نسجها إبستين عبر سنوات.
بالإضافة إلى الصور، نُشرت رسائل تهنئة بعيد ميلاد إبستين الـ63 في عام 2016، من شخصيات بارزة مثل المخرج وودي آلن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك، والفيلسوف نعوم تشومسكي. إحدى الرسائل وصفت حفلات العشاء في القصر بأنها “أشبه بقلعة دراكولا”، حيث كان الضيوف من سياسيين، علماء، وسحرة، يتشاركون المكان مع “مصاصات دماء شابات”، في إشارة ضمنية لأسلوب الحياة في المكان.
و للتذكير قضية جيفري إبستين تُعدّ من أكثر القضايا المثيرة للجدل في العقدين الأخيرين، حيث تكشّفت خيوط شبكة استغلال جنسي للقاصرات مرتبطة برجل الأعمال والملياردير الأمريكي. اعتُقل إبستين عام 2019 بتهم تتعلق بالاتجار الجنسي، بعدما وُجهت إليه سابقًا اتهامات مماثلة عام 2008 انتهت بصفقة قضائية مثيرة للريبة خفّفت من عقوبته. علاقاته الواسعة بعدد من الشخصيات النافذة مثل بيل كلينتون، الأمير أندرو، بيل غيتس، وإيلون ماسك ألقت بظلال من الشك حول طبيعة أنشطته ومن كان يحميه. وفاته المفاجئة داخل زنزانته بعد أسابيع من اعتقاله، في ظروف غامضة صنّفت على أنها “انتحار”، فجّرت موجة من نظريات المؤامرة، وعمّقت الشكوك في احتمال إسكاته قبل أن يكشف أسرارًا تمسّ نخبة عالمية.
المصدر: نيويورك تايمز