جددت الجزائر، على لسان مندوبها الدائم المساعد لدى الأمم المتحدة، توفيق العيد كودري، التزامها الراسخ بالقضاء الكامل على جميع أنواع أسلحة الدمار الشامل، سواء كانت نووية أو كيميائية أو بيولوجية، مؤكدة دعمها للجهود الدولية في مجال نزع السلاح وعدم الانتشار.
وفي كلمته خلال اجتماع لجنة “1540” المعنية بتنفيذ القرار الأممي بشأن عدم انتشار أسلحة الدمار الشامل، أوضح ، توفيق العيد كودري، أن هذا القرار لا يمثل غاية بحد ذاته، بل هو جزء لا يتجزأ من الإطار الشامل لنزع السلاح، الذي يسعى إلى إخلاء العالم من التهديدات الخطيرة التي تمثلها هذه الأسلحة.
وأكد المندوب الجزائري أن بلاده “تظل مستعدة للعمل بشكل بنّاء مع مختلف الشركاء الدوليين من أجل ضمان التنفيذ الكامل للقرار 1540″، مشددًا على أهمية أن يظل القرار “درعًا واقيًا ضد مخاطر الانتشار”، ووسيلة ردع حيوية لحماية السلم والأمن الدوليين.
وأشار كودري إلى أن التهديد الناتج عن وقوع أسلحة الدمار الشامل في أيدي أطراف غير حكومية “لا يزال قائمًا كما كان قبل عقدين من الزمن، بل أصبح أكثر تعقيدًا”، بسبب التطور التكنولوجي الهائل، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، وهو ما يستوجب ـ حسب قوله ـ “يقظة جماعية وتعاونًا دوليًا مكثفًا لمواجهة التحديات المستجدة”.
ولفت إلى أن الجزائر تولي أهمية خاصة لـ”تحقيق التوازن بين الاستخدامات السلمية المشروعة للتكنولوجيا، وضمان عدم فرض أعباء غير ضرورية أو التزامات مزدوجة على الدول النامية”، داعيًا إلى تقديم الدعم الفني وبناء القدرات اللازمة لهذه الدول.
كما شدد كودري على ضرورة تعزيز التعاون بين لجنة 1540 والمنظمات الإقليمية، وتوطيد الشراكات مع الآليات ذات الصلة، بما في ذلك معاهدة بليندابا الخاصة بإخلاء إفريقيا من الأسلحة النووية، والاتفاقية الإفريقية لمكافحة الإرهاب.
وختم المندوب الجزائري بالتأكيد على أن تصاعد التهديدات الإرهابية العابرة للحدود وتنامي الشبكات الإجرامية يتطلب إرادة سياسية قوية، وتعاونًا دوليًا جادًا، ودعمًا متواصلًا لجهود لجنة 1540 في أداء ولايتها الحيوية.