أعلن وزير الخارجية الهنغاري أن خط أنابيب “دروجبا”، الذي يضخ النفط الروسي إلى أوروبا، تعرض لهجوم بطائرات مسيّرة أوكرانية استهدف عقدة توزيع رئيسية في مقاطعة بريانسك جنوب غربي روسيا. واعتبر الوزير أن هذا التطور يشكل تهديدًا مباشرًا لأمن الطاقة في بلاده، معبّرًا عن استيائه من استمرار هنغاريا في تزويد أوكرانيا بالكهرباء رغم هذه الهجمات.
من جانبها، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن موسكو كانت قد حذرت مسبقًا من “سياسات كييف”، متهمة السلطات الأوكرانية بتنفيذ عمليات وُصفت بـ”الإرهابية” في مناطق مختلفة من العالم، إضافة إلى التورط في تجارة الأسلحة غير المشروعة داخل أوروبا.
ويُعد خط أنابيب “دروجبا” أحد أكبر أنظمة نقل النفط عالميًا، حيث ينقل الخام الروسي عبر مسارين رئيسيين نحو أوروبا. وقد توقفت الإمدادات عبر المسار الشمالي المتجه إلى بولندا وألمانيا منذ عام 2023، بينما يظل المسار الجنوبي عبر أوكرانيا قيد التشغيل جزئيًا، لتزويد كل من هنغاريا وسلوفاكيا والتشيك بالنفط.
و يُعد خط أنابيب “دروجبا”، الذي يعني اسمه “الصداقة” بالروسية، أحد أضخم مشاريع البنية التحتية الطاقوية التي أنجزها الاتحاد السوفياتي خلال حقبة الستينيات. انطلق تشغيله سنة 1964، ليصبح لاحقًا أطول شبكة لنقل النفط الخام في العالم بطول يتجاوز 4 آلاف كيلومتر (وبما يقارب 5,500 كيلومتر مع فروعه الجانبية).
ينطلق خط “دروجبا” من حقول النفط في سيبيريا الغربية ومنطقة الفولغا، ويتفرع إلى مسارين رئيسيين: الأول يمر عبر بيلاروسيا وصولًا إلى بولندا وألمانيا، فيما يعبر الثاني أوكرانيا باتجاه سلوفاكيا والتشيك وهنغاريا..
وقد شكل هذا الأنبوب لعقود العمود الفقري لإمدادات الطاقة الروسية إلى أوروبا، حيث كان ينقل أكثر من مليون برميل يوميًا، ما جعله أداة استراتيجية في العلاقات بين موسكو والعواصم الأوروبية. ومع اندلاع الحرب في أوكرانيا والعقوبات الغربية، توقف الضخ عبر المسار الشمالي عام 2023، بينما ظل المسار الجنوبي يعمل جزئيًا لتزويد دول أوروبا الوسطى بالنفط الروسي، مما أبقى خط “دروجبا” في قلب التجاذبات الجيوسياسية حول أمن الطاقة الأوروبي.
