كشفت مصادر مطلعة أن الحكومة السورية أبرمت اتفاقاً مع مؤسسة “غوسزناك” الروسية، المتخصصة في طباعة النقود، لإنتاج أوراق نقدية جديدة يتم طرحها رسمياً في 8 ديسمبر المقبل، تزامناً مع الذكرى الأولى للإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد. ووفقاً لما نقلته وكالة “رويترز” عن مصرفيين ومصدر سوري، فإن الخطوة تتضمن حذف صفرين من العملة المحلية في محاولة لاستعادة الثقة في الليرة التي شهدت انهياراً حاداً منذ اندلاع الأزمة عام 2011.
الخطة سترافقها حملة إعلامية واسعة تسعى للترويج للإصدار الجديد، في وقت لم يُكشف بعد عن شكل الأوراق النقدية، غير أن المصادر أكدت أنها لن تحمل صورة الأسد أو أي رمز من رموز حكمه. ويأتي هذا التوجه في ظل الانخفاض التاريخي للعملة السورية، حيث وصل سعر الصرف إلى نحو 10 آلاف ليرة للدولار، مقارنة بـ50 ليرة قبل الحرب.
تداعيات الانهيار النقدي انعكست بشكل مباشر على الحياة اليومية للسوريين، إذ باتت العائلات تدفع ثمن المشتريات الأسبوعية بأكياس بلاستيكية مليئة بالأوراق النقدية من فئة 5000 ليرة، وهي الأعلى المتداولة حالياً. ويأمل البنك المركزي أن تؤدي خطوة “إزالة الأصفار” إلى تسهيل المعاملات وتحسين الاستقرار المالي بعد أكثر من 14 عاماً من الاضطراب.
للاشارة كان البرلمان الإيراني في ماي 2020 قد وافق أيضا على مشروع قانون يقضي بحذف أربعة أصفار من العملة الوطنية “الريال”، في خطوة تهدف إلى مواجهة التضخم الكبير الذي أضعف قيمتها بشكل غير مسبوق. وبموجب هذا القرار، جرى اعتماد “التومان” كعملة جديدة، بحيث يعادل كل تومان عشرة آلاف ريال قديم. هذه الخطوة اعتُبرت محاولة لإعادة الثقة بالعملة المحلية وتبسيط المعاملات المالية اليومية، لكنها أثارت نقاشًا واسعًا حول فعاليتها في معالجة الأسباب العميقة للأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد.
المصدر: رويترز.
