البنك الإفريقي مستعد لدعم الاستثمار في الجزائر

أكد رئيس البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد (أفريكسيمبنك)Afreximbank ، بينيديكت أوراما، خلال زيارته إلى الجزائر، أنّ مؤسسته على استعداد لمرافقة ودعم الاستثمارات في الجزائر ، خاصة في القطاعات ذات الأولوية مثل الطاقة، المناجم، الزراعة والصناعات التحويلية. وشدّد على أنّ الجزائر، بما تمتلكه من موقع استراتيجي وإمكانات اقتصادية هائلة، تُعدّ شريكًا رئيسيًا للبنك في مسار تعزيز النمو الإفريقي وخلق قيمة مضافة داخل القارة.

وفي هذا السياق، استقبل وزير الدولة، وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة، محمد عرقاب، يوم الخميس 11 سبتمبر 2025، بمقر الوزارة، السيد أوراما على رأس وفد من البنك، بحضور كاتب الدولة المكلف بالطاقات المتجددة، نور الدين ياسع، وإطارات من القطاع.

وخلال اللقاء، عبّر رئيس “أفريكسيمبنك” عن امتنانه للجزائر ورئيس الجمهورية عبد المجيد تبون على نجاح تنظيم الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية، معتبرًا أن استضافة الجزائر للتظاهرة تعكس دورها المحوري في دفع التعاون القاري. كما تم التطرق إلى آفاق التعاون مع البنك الإفريقي في مجالات متعددة، أبرزها تمويل المشاريع الطاقوية، دعم التجارة البينية، تسويق المنتجات الإفريقية على غرار المحروقات والأسمدة والفوسفات، إضافة إلى مشاريع الاندماج الإقليمي.

من جانبه، قدّم الوزير عرقاب عرضًا شاملًا حول البرامج التنموية التي يشرف عليها القطاع، شملت تطوير واستغلال وتحويل المحروقات، نقل وتوزيع الكهرباء، تثمين الموارد المعدنية، توسيع مشاريع الطاقات المتجددة، وإنجاز محطات لتحلية مياه البحر. كما أكد التزام الجزائر بتعزيز الربط الكهربائي الإقليمي والمشاركة الفاعلة في المبادرات القارية، لاسيما مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء الذي يُعد رهانًا استراتيجيًا لدول المنطقة.

وقد أشاد أوراما برؤية الجزائر التنموية ودورها الريادي في إفريقيا، مؤكدًا استعداد “أفريكسيمبنك” لتوسيع مجالات الدعم المالي والتقني للمشاريع الجزائرية، ومبرزًا الأهمية الكبرى لمشاريع تحويل وتسويق المنتجات داخل القارة لزيادة القيمة المضافة. كما شدّد على الطابع الاستراتيجي لأنبوب الغاز العابر للصحراء في ضمان أمن الطاقة وتعزيز التنمية المستدامة لدول العبور والدول المجاورة.

للاشارة  بنك أفريكسيمبنك (African Export-Import Bank) يعد من أبرز المؤسسات المالية القارية التي تلعب دورًا استراتيجيًا في دعم التجارة الإفريقية البينية وتعزيز اندماج القارة في الاقتصاد العالمي. مقره الرئيسي في القاهرة، ويضم في عضويته 52 دولة إفريقية من أصل 55، بينها الجزائر التي انضمت رسميًا عام 2022.

على مستوى الأرقام، تمكن بنك Afreximbank من رفع أصوله إلى نحو 42.7 مليار دولار خلال الربع الأول من سنة 2025، فيما بلغت محفظة القروض والتسهيلات الصافية حوالي 27.8 مليار دولار، مع الحفاظ على نسبة الديون غير العاملة في حدود 2.44%، وهي نسبة منخفضة مقارنة بالمعايير الإقليمية. كما سجل البنك أرباحًا صافية تقارب 973.5 مليون دولار في سنة 2024، مدعومًا بزيادة كبيرة في حقوق المساهمين التي ارتفعت إلى 7.2 مليار دولار.

هذه المؤشرات تعكس صلابة البنك وفعاليته كممول رئيسي لمشاريع البنية التحتية، والطاقة، والصناعة، والتجارة عبر القارة، وتبرز استعداده للعب دور محوري في دعم الاستثمارات بالجزائر، خاصة في ظل سعيها إلى تنويع اقتصادها والانفتاح أكثر على الشركاء الأفارقة.

Exit mobile version