هل لعبت بريطانيا دورا قذرا في العدوان على قطر؟ وما سر طرد السفير؟

 

أعقب العدوان الإسرائيلي على الدوحة تدفق واسع للمعلومات والتسريبات، ما أثار تساؤلات حول خلفيات العملية وأبعادها السياسية، بما في ذلك مدى معرفة الولايات المتحدة بها مسبقًا أم فوجئت بها مثل بقية الأطراف.

و بالعودة للحدث ففي يوم الثلاثاء 9 سبتمبر 2025، شنّت “إسرائيل” عدوانا جويا استهدفت وفد حركة المقاومة الفلسطينية “حماس” في الدوحة، أثناء مفاوضات غير مباشرة بوساطة قطرية وبطلب من الرئيس الامريكي دوانلد ترامب لبحث ترتيبات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. هذا الحدث شكّل محطة حساسة في مسار الجهود الدبلوماسية لتهدئة الوضع وفتح نافذة للحل الإنساني والسياسي.

فور العدوان، كشفت الصحافة العبرية، من بينها “يديعوت أحرونوت” وقناة 12، عن تنفيذ عملية “يوم الحساب” بتنسيق مع “دول أخرى” لم تُسمَّ، مع تحليق طائرات تجسس أمريكية وبريطانية في المنطقة قبيل الغارة، ما يشير إلى احتمال وجود تنسيق استخباراتي مسبق.

و قد نشر ناشطون صور قالوا انها لموقع  Flightsradar تظهر تواجد طائرات KC-46 الأميركية وAirbus KC3 البريطانية في الأجواء القطرية صباح يوم تنفيذ الهجوم الإسرائيلي على الدوحة.

طائرة Airbus KC3 Voyager  هي نسخة عسكرية متعددة المهام من طراز A330 MRTT، تُستخدم من قبل القوات الجوية الملكية البريطانية لأغراض التزود بالوقود جويًا والنقل الاستراتيجي، حيث يمكنها حمل 111,000 كجم من الوقود لتزويد مجموعة واسعة من الطائرات في الجو، بما في ذلك المقاتلات والطائرات الثقيلة، وتُشغل بشكل رئيسي من قاعدة RAF Brize Norton، بينما تتميز نسخة ZZ336 “Vespina” بتجهيزات خاصة للاتصالات الآمنة، وأجهزة كشف الصواريخ.

وما يزيد المشهد تعقيدًا هو أنه بعد يومين من العدوان الإسرائيلي على الدوحة، في 11 سبتمبر 2025، أقدمت الحكومة البريطانية على إقالة سفيرها في واشنطن بيتر ماندلسون، مبررة القرار بعلاقته بفضيحة رجل الأعمال الأميركي جيفري إبستين.

فمن زاوية تحليلية، يُحتمل أن تكون بريطانيا قد وفّرت غطاءً استخباراتياً أو دبلوماسياً لإسرائيل، أو ساعدت في تمرير معلومات مكّنتها من تنفيذ الهجوم. إقالة السفير البريطاني قد تُفسّر أيضًا كرسالة تحذيرية أميركية لوقف أي تحرك منفرد للندن. في كل الأحوال، يبقى الحدث استثنائيًا ويصعب عزله عن سياق العدوان الإسرائيلي على قطر، خصوصًا في ظل غياب أي تأكيد رسمي من العواصم المعنية.

و لطالما كانت بريطانيا لاعبًا متداخلًا في الخليج سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا، وهو حضور تاريخي لا يمكن فصله عن طبيعة تحالفاتها مع الولايات المتحدة و”إسرائيل”، ما يجعل أي حدث دبلوماسي بين لندن وواشنطن بعد العدوان على قطر محطّ تدقيق.

Exit mobile version