محمد صالح ناصر…الكاتب والمثقف الموسوعي

أبرز باحثون جامعيون، يوم السبت بالجزائر العاصمة، مسيرة وإسهامات الكاتب والمثقف الموسوعي محمد صالح ناصر (1938-2025) خلال ندوة تأبينية نظمتها الجمعية الثقافية “الجاحظية”، بحضور أصدقاء وتلامذة الراحل وأفراد من عائلته. وقدم المشاركون لمحة عن خصال الفقيد ومسيرته العلمية والأدبية والثقافية والدينية، التي امتدت على مدى عقود وأسهمت في إثراء الحركة الأدبية والفكرية الجزائرية.

وأكد الباحث بوحجام محمد ناصر على جهود الفقيد في توثيق الذاكرة الأدبية وتراث الحركة الإصلاحية الجزائرية بمنهجية علمية، مشيرًا إلى تنوع اهتماماته بين الأدب العربي الجزائري الحديث، الشعر، المقالة الصحفية والنقد الأدبي، كما يتضح من مؤلفه البارز “الشعر الجزائري الحديث: اتجاهاته وخصائصه الفنية 1925-1975”. ولفت إلى الجهد الكبير الذي بذله الراحل في جمع المادة العلمية خلال تنقلاته داخل وخارج الجزائر لإنجاز دراساته وبحوثه المتخصصة، بما يشمل مقالاته حول أعلام الحركة الإصلاحية، مثل الشيخ عبد الحميد بن باديس، العلامة أبو اليقظان، الشيخ البشير الإبراهيمي، والشاعر مفدي زكريا.

من جهته، وصف عبد الرزاق قسوم، الرئيس السابق لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، الكاتب محمد صالح ناصر بأنه “نموذج يقتدى به يجمع بين الأصالة والمعاصرة، وشخصية موسوعية وعلمية اتسمت بالبعد الإسلامي والمنهجية الدقيقة، كما تميز بموهبة لغوية وأدبية فائقة، وكان داعيًا إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وفقيهًا”.

أما الباحث في التاريخ مولود عويمر، فسلط الضوء على مذكرات الفقيد، مثل “مشايخي كما عرفت” (2008) و”ذكرياتي ومذكراتي” (2013-2019)، التي توثق للحركة الشعرية الجزائرية وروادها والأدب الحديث في البلاد.

كما أشاد تلامذة الفقيد، على رأسهم شريف مريبعي رئيس المجمع الجزائري للغة العربية، بصرامته العلمية والانضباط والمنهجية في التدريس، مشيرًا إلى دوره في توثيق التراث الأدبي والفكري للحركة الإصلاحية الجزائرية، سواء من خلال الشعر أو القصة أو الدراسات الأكاديمية. وولد محمد صالح ناصر عام 1938 بالقرارة بولاية غرداية، وأكمل تعليمه بمصر حيث حصل على شهادة الليسانس في الأدب العربي سنة 1966، قبل أن ينال شهادة دكتوراه الدولة بالجزائر سنة 1983، مطورًا مسيرة علمية أكاديمية وثقافية ثرية أسهمت في إثراء الأدب والتراث الجزائري.

Exit mobile version