مخاطر على الجبهتين الشرقية والغربية تدفع الجزائر إلى رفع حالة التأهب

طرق تقرير لموقع “ألجيري باتريوتيك” إلى اجتماع المجلس الأعلى للأمن الذي دعا إليه الرئيس عبد المجيد تبون، موضحًا أن هذه الخطوة تعكس يقظة الجزائر إزاء التطورات المتسارعة في الشرق الأوسط والتحديات المتنامية على حدودها الغربية والجنوبية. وأشار التقرير إلى أن الجزائر تسعى من خلال هذه التعبئة الاستراتيجية إلى الاستعداد لمواجهة أي تهديد محتمل، سواء كان مصدره التصعيد الإسرائيلي في المنطقة أو حالة عدم الاستقرار في المغرب العربي ومنطقة الساحل.

ففي تحليله للتطورات الأخيرة، اعتبر الموقع أن تواصل العدوان الإسرائيلي على لبنان وغزة يؤكد نية تل أبيب فرض سياسة الأمر الواقع، مستفيدة من تشتت الصف العربي والإسلامي، وهو ما يضاعف من المخاطر الأمنية بالنسبة للجزائر التي ترفض أي محاولة لفرض واقع جديد على حساب الشعوب في المنطقة.

كما لفت التقرير إلى أن الوضع على الجبهة الغربية لا يقل خطورة، حيث يتزايد الارتهان المغربي للمحور الإسرائيلي، وسط مؤشرات على هشاشة داخلية مرتبطة بغياب الملك محمد السادس وتنامي صراعات الخلافة. ويرى أن هذا السياق قد يفتح الباب أمام مغامرات سياسية أو عسكرية موجهة ضد الجزائر.

أما الجنوب، فقد اعتبره التقرير مصدرًا مقلقًا آخر بسبب حالة الانفلات الأمني في مالي ومنطقة الساحل، ما يفرض على الجزائر مراقبة حدودها الطويلة وتأمينها بشكل دائم.

وأشار “ألجيري باتريوتيك” إلى أن مصادقة البرلمان الجزائري على قانون التعبئة العامة تندرج في إطار التحضير لمختلف السيناريوهات، بما يسمح بتعبئة شاملة ومنظمة في حال تعرض البلاد لأي تهديد خارجي.

وفي سياق متصل، ذكّر التقرير بالمواقف التاريخية للجزائر تجاه الاعتداءات الإسرائيلية، مستشهدًا بخطاب الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد عام 1985 عقب قصف مقر منظمة التحرير الفلسطينية في تونس، حين أكد أن الجزائر لن تلجأ إلى الأمم المتحدة للدفاع عن حدودها، بل ستتكفل بحمايتها بنفسها.

ويخلص التقرير إلى أن الجزائر، وهي تتابع التحولات الإقليمية والدولية، تعمل على تثبيت نهجها القائم على الاستقلالية والجاهزية، من أجل مواجهة أي محاولة لزعزعة استقرارها أو المساس بسيادتها الوطنية.

Exit mobile version