تطرق تقرير وكالة رويترز الأمريكية إلى دخول شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة اليوم الأربعاء، بالتزامن مع استئناف إسرائيل استعداداتها لفتح معبر رفح، بعد أن قامت حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) بتسليم مزيد من رفات الرهائن القتلى. يأتي ذلك في أعقاب خلافات هددت بعرقلة اتفاق وقف إطلاق النار الهش الذي أنهى حرباً مدمرة استمرت عامين وأدى إلى إطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء لدى حماس.
وهددت إسرائيل بإبقاء معبر رفح مغلقاً وتقليص دخول المساعدات بسبب ما وصفته بتباطؤ الحركة في إعادة رفات الرهائن، مما يعكس المخاطر التي تواجه استمرار اتفاق وقف إطلاق النار. وفي الوقت نفسه، أعادت حماس رفات رهينتين إضافيتين خلال الليل، بينما تسلمت السلطات الإسرائيلية تابوتين آخرين من الصليب الأحمر في نقطة التقاء بشمال قطاع غزة، يجري نقلهما للتعرف عليهما من قبل الطب الشرعي. ووفقاً لمسؤول أمني إسرائيلي، فإن الاستعدادات جارية لفتح المعبر أمام سكان غزة، ومن المتوقع دخول 600 شاحنة مساعدات اليوم.
في سياق الضغط على حركة المقاومة الفلسطينية (حماس)، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشبكة (سي.إن.إن) إن إسرائيل ستتمكن من استئناف العمليات في غزة إذا لم تلتزم الحركة بالاتفاق، مضيفاً: “ستعود إسرائيل إلى تلك الشوارع بمجرد كلمة مني. إذا كان بوسع إسرائيل الدخول إلى غزة والقضاء عليهم، فستفعل ذلك”. وأكد مستشار أمريكي أن الولايات المتحدة تسعى لإرساء استقرار أساسي في غزة، وأنه يجري التخطيط لإرسال قوة دولية للقطاع، دون أن يكون التدخل الأمريكي المباشر ضرورياً في هذه المرحلة.
إعادة رفات الرهائن والصعوبات المرتبطة بها
و قد أعادت حماس أربعة رفات تم التحقق من هوياتهم يوم الاثنين، وأربعة أخرى يوم الثلاثاء، لكن السلطات الإسرائيلية أوضحت أن رفات إحدى الجثث لا تنتمي لأي من الرهائن المعروفين. وبهذا، يبقى رفات 21 رهينة آخرين في غزة، ويصعب انتشاله في ظل الدمار الهائل الناتج عن الحرب. وذكرت كتائب القسام أن ما تبقى من الجثث يحتاج جهوداً كبيرة ومعدات خاصة للبحث عنها واستخراجها، مؤكدة الالتزام بتسليم ما هو متاح لديها.
كما نص الاتفاق على إعادة إسرائيل رفات 360 فلسطينياً قتلوا خلال الحرب، واستلمت السلطات الفلسطينية المجموعة الأولى المكونة من 45 جثة، يجري تحديد هوياتهم.
دخول المساعدات وعبور الحدود
و تسببت حرب الابادة الاسرائيلة على الفلسطينيين في كارثة إنسانية واسعة في غزة، مع نزوح معظم السكان. وأفاد مرصد عالمي لمراقبة الجوع بأن القطاع يواجه مجاعة حقيقية، وأن النظام الصحي لم يعد قادراً على التعامل مع تدهور الأوضاع. وأظهرت مقاطع فيديو بثتها رويترز دخول أولى شاحنات المساعدات والوقود من الجانب المصري إلى معبر رفح، ضمن خطة تشمل دخول 600 شاحنة يومياً. ومن المقرر فتح المعبر أمام حركة المسافرين غداً الخميس بمشاركة بعثة الاتحاد الأوروبي للرقابة، فيما تستعد السلطة الفلسطينية لتشغيله.
ورغم دخول المساعدات الإنسانية، حذر المسؤولون من أن هذا العدد لا يلبي الاحتياجات الضخمة للسكان. وأكد توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أن دخول 600 شاحنة يشكل “أساساً جيداً”، لكنه غير كافٍ لتغطية حجم الأزمة.
العنف الداخلي في غزة
و تشهد غزة تصعيداً داخلياً، حيث تواصل حماس حملة أمنية في مواجهة عشائر محلية، وقامت بعمليات إعدام علنية بدون محاكمة لعدد من الأشخاص المتهمين بالتعاون مع إسرائيل. ودعت قيادة الجيش الأمريكي حماس إلى وقف العنف تجاه المدنيين وإلقاء السلاح دون تأخير، في حين أيد ترامب بعض العمليات التي تستهدف العصابات، لكنه هدد الحركة بضربات جوية إذا لم تلتزم لاحقاً.
وأدان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عمليات الإعدام العلنية، بعد أن أظهرت لقطات مصورة تنفيذ مسلحين ملثمين لإعدام سبعة رجال مقيدين في أحد شوارع غزة. من جهتها، انسحبت القوات الإسرائيلية إلى ما أُطلق عليه “الخط الأصفر” على مشارف المدن الرئيسية، وفق اتفاق وقف إطلاق النار.
