أظهر تحليل لوكالة “نوفوستي” استنادًا إلى بيانات البنك المركزي الروسي أن احتياطيات روسيا من الذهب ارتفعت قيمتها بنحو (142 مليار دولار) خلال العامين الأخيرين، في مؤشر يعكس تحوّل المعدن النفيس إلى ركيزة محورية في الاستراتيجية المالية لموسكو.
ففي أكتوبر 2023، بلغت قيمة السبائك المخزنة 140.5 مليار دولار، قبل أن تتضاعف تقريبًا لتصل إلى 282.1 مليار دولار في أكتوبر 2025، مدفوعة بارتفاع الأسعار العالمية التي قفزت من 1800 إلى 4300 دولار للأوقية.
ورغم هذا الارتفاع اللافت في القيمة، سجّلت الاحتياطيات تراجعًا طفيفًا في الحجم المادي بمقدار 6.2 طن، ليستقر المخزون عند 2326.5 طن في مطلع سبتمبر الماضي. وتشير البيانات إلى أن الذهب أصبح يشكل 39.5% من إجمالي احتياطيات روسيا في بداية أكتوبر، في حين ارتفعت حصة العملات الأجنبية بنسبة 0.6% لتبلغ 431.1 مليار دولار.
هذا التحوّل، وفق المراقبين، لا يُقرأ في سياق مالي بحت، بل ضمن سياسة روسية تسعى إلى تقليص الاعتماد على الدولار وبناء حصن نقدي مستقل في مواجهة العقوبات الغربية. فكل ارتفاع في قيمة الذهب، بالنسبة للكرملين، ليس مجرد مكسب اقتصادي، بل ورقة ضغط استراتيجية تُستخدم في لعبة النفوذ بين موسكو والعواصم الغربية.
