اختُتمت في بكين أشغال الدورة الكاملة الرابعة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني، والتي شكّلت محطة مفصلية في مسار الحزب والدولة معًا، إذ تطرقت إلى قضايا جوهرية تتعلق بتعزيز قيادة الحزب، وتحديث المنظومة السياسية، وترسيخ مفهوم “التحديث الصيني النمط”، كخيار استراتيجي شامل لتجديد نهضة الأمة الصينية في القرن الحادي والعشرين.
أكد البيان الختامي أن تحقيق “التحديث الصيني النمط” لا يقتصر على النمو الاقتصادي فحسب، بل يشمل تحديث الإنسان والمجتمع والنظام، بما يضمن العدالة الاجتماعية والتوزيع المتوازن للثروة. كما شدّد على ضرورة حماية الاستقرار السياسي كشرط أساسي لاستمرار التنمية، مع تطوير آليات الرقابة الحزبية ومكافحة الفساد بوصفها ضمانة لبقاء الحزب قريبًا من الشعب.
وفي الجانب الاقتصادي، دعا البيان إلى تسريع وتيرة التحول نحو نموذج تنموي يعتمد على الابتكار والتكنولوجيا العالية، وتقليص الاعتماد على الصناعات الملوِّثة، مع التركيز على تنمية السوق الداخلية وتعزيز الاكتفاء الذاتي في القطاعات الحساسة، وعلى رأسها الطاقة والذكاء الاصطناعي والرقمنة الصناعية.
أما في المجال الاجتماعي، فتم التأكيد على تعزيز الرفاه العام وتحسين الخدمات العامة في التعليم والصحة والسكن، وتقليص الفوارق بين المناطق الريفية والحضرية، بما يتماشى مع رؤية “الصين المزدهرة والعادلة”. كما أقرّ المؤتمر إجراءات لتعزيز الأمن القومي والسيادة الرقمية، في ظل التحديات المتزايدة التي تواجهها البلاد على الساحة الدولية.
سياسيًا، جدّد الحزب تمسكه بمبدأ “القيادة الموحدة” ورفض أي محاولات خارجية للمساس بالنظام الاشتراكي الصيني. كما دعا إلى ترسيخ قيم “الثقة بالنفس والانفتاح الواعي”، والتفاعل المتوازن مع العالم على أساس الندية والاحترام المتبادل، في إطار “مجتمع المصير المشترك للبشرية”.
وفي ختام أشغال الدورة، جرى التأكيد على أن الصين تدخل مرحلة جديدة من “النهضة الوطنية الكبرى”، قائمة على التجديد النظري والمؤسسي للحزب، مع الحفاظ على الاستقرار والتلاحم الشعبي كركيزتين للعبور إلى أهداف عام 2049، الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية.
(المصدر: شينخوا)
