أشعلت تصريحات حاخام “إسرائيل” الأكبر يتسحاق يوسف موجة واسعة من الجدل داخل المجتمع العبري، بعد أن قال في أحد دروسه الدينية إنه “إذا تم تجنيد طلاب المدارس الدينية في الجيش، فسوف نصعد جميعًا على متن الطائرات ونغادر إسرائيل”.
ونقلت صحيفة “معاريف” العبرية أن هذه التصريحات أثارت ردود فعل غاضبة في الأوساط السياسية والشعبية، حيث اعتبرها كثيرون تحريضًا ضد الخدمة العسكرية وتشجيعًا على التهرب من أداء الواجب الوطني.
وتكشف هذه الأزمة، وفق “معاريف”، عمق الانقسام داخل إسرائيل حول قضية تجنيد الحريديم، التي ما تزال واحدة من أكثر القضايا حساسية في المشهد السياسي والاجتماعي، بين دعاة الحفاظ على استقلالية التعليم الديني، وأنصار فرض الخدمة الإلزامية على الجميع.
و ينحدر الحاخام الأكبر في إسرائيل، يتسحاق يوسف، من أصول يهودية عراقية تعود إلى مدينة بغداد، حيث وُلد والده الحاخام الشهير عوفاديا يوسف قبل أن تهاجر العائلة إلى فلسطين خلال فترة الانتداب البريطاني. نشأ يتسحاق يوسف في القدس داخل بيئة دينية تقليدية حملت معها الموروث الفقهي والثقافي لليهود الشرقيين (السفارديم)، الذين جاؤوا من البلدان العربية.
وتُعد عائلة يتسحاق من أبرز العائلات التي ساهمت في ترسيخ التيار السفاردي داخل المؤسسة الدينية الإسرائيلية، في مواجهة النفوذ الأشكنازي القادم من أوروبا الشرقية. هذا الانتماء الشرقي ترك بصمته الواضحة على خطاب يوسف الديني، الذي يجمع بين المحافظة الفقهية والتأكيد على الهوية السفاردية في المشهد الديني والسياسي العبري.
المصدر: معاريف
