كنوز الصبية وفيلكا…تاريخ الكويت المدفون يطل من جديد

أعلنت بعثة أثرية بولندية من جامعة وارسو، خلال زيارة لمركز كاظمة الثقافي، عن اكتشاف أكثر من 20 فرنًا عمرها نحو 7700 عام، إضافة إلى نموذج مركب سفينة ومجسمات وبقايا شعير تعود إلى 7500 عام، وأوانٍ خزفية في موقع “بحرة1” بمنطقة الصبية شمال الكويت. ويعد الموقع أقدم وأكبر مكان عاش فيه البشر بشكل دائم أو شبه دائم في شبه الجزيرة العربية.

وتُعد هذه البعثة واحدة من تسع بعثات أثرية تزور الكويت سنويًا للتنقيب عن آثار في مناطق مختلفة، أبرزها جزيرة فيلكا، بهدف اكتشاف المناطق الأثرية وتحويل بعضها إلى وجهات سياحية تجذب الزوار من الداخل والخارج.

وقال محمد بن رضا، الأمين العام المساعد لقطاع الآثار والمتاحف بالتكليف في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، إن هناك خطة لتحويل بعض المعالم، ولا سيما في جزيرة فيلكا، إلى مزارات سياحية. وأضاف أن الجزيرة تضم خمس حضارات في موقع واحد، مؤكّدًا أن إدراجها ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي سيفتح آفاقًا جديدة للسياحة الثقافية.

وأوضحت بثينة العصفور، مؤسسة شركة “بر وبحر” للرحلات البرية والبحرية، أن تطوير السياحة الأثرية يحتاج إلى “رؤية دولة” تشرف على القطاع الخاص لضمان تحويل الإمكانات الحالية إلى نشاط سياحي فعلي، مع مراعاة أن بعض المشاريع قد تنفذ خلال سنة أو سنتين بينما تحتاج أخرى إلى فترة أطول.

وأشار الدكتور حسن أشكناني، أستاذ علم الأنثروبولوجيا والآثار ومستشار المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، إلى أن الكويت تمتلك عشرات المواقع الأثرية القابلة للتحويل إلى وجهات سياحية في جزيرة فيلكا، كاظمة، والصبية، مؤكدًا ضرورة تحويل هذه الاكتشافات إلى “اقتصاد إبداعي” يحقق قيمة علمية ومالية.

وتسعى الكويت منذ عقود لتنويع مصادر دخلها بعيدًا عن النفط، الذي شكل نحو 87.8% من إجمالي الإيرادات في ميزانية 2024-2025، إلا أن الباحث الاقتصادي محمد رمضان يرى أن السياحة الأثرية وحدها لن تكون محفزًا كافيًا، مشيرًا إلى الحاجة لتطوير الفنادق والمعارض والفعاليات وتسهيل تأشيرات السفر لتأسيس قطاع سياحي متكامل.

وتوقع رمضان أن يكون أقصى أثر محتمل للسياحة الأثرية هو توفير وظائف للمواطنين، بدلًا من تحقيق إيرادات كبيرة للدولة، خاصة في ظل تركيز الميزانية على الرواتب الحكومية.

المصدر: رويترز

Exit mobile version