تطرق مقال لموقع “الجيري باتريوتيك” إلى تصريحات المؤرخ الفرنسي بنيامين ستورا، الذي عبر عن قلقه من تصاعد التصريحات والأفعال المعادية للجزائر في وسائل الإعلام والمجال السياسي الفرنسي. ويؤكد ستورا أن هذا المناخ المتوتر يعيق الحوار التاريخي والسياسي بين البلدين ويؤثر سلبًا على الفهم المتوازن للتاريخ الجزائري في فرنسا.
و اشار مقال “الجيري باتريوتيك” أن ستورا اعتبر الإفراج عن الكاتب الجزائري بوعلام صانصال، رغم أهميته، جاء متأخرًا بعد سلسلة من المحاولات التي لم تُكلل بالنجاح على مدار العام، نتيجة تصاعد التوترات السياسية والإعلامية في فرنسا. وأشار إلى أن بعض المواقف المتطرفة، مثل دعوة نجل الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي لحرق السفارة الجزائرية بباريس، أو تصريحات صحفيين فرنسيين وصلت إلى حدود «غير معقولة»، ساهمت في تأجيل هذا الفعل الإنساني.
ويستعرض ستورا تأثير تصاعد التيار اليميني في فرنسا على النقاشات المتعلقة بالجزائر والتاريخ الاستعماري، مشيرًا إلى أن هذا التغير السياسي انعكس على طريقة معالجة القضايا التاريخية، حتى أن تصريحات تاريخية بسيطة وموضوعية مثل اعتبار تلمسان مقرًّا لمصالي الحاج أو ماسكارا مركزًا لمقاومة الأمير عبد القادر، اعتُبرت استفزازية من قبل البعض.
ويشير المقال كذلك إلى المناخ العام للعام الماضي، الذي وصفه ستورا بـ«سيل من التصريحات والأفعال» المعادية للجزائر، دون تدخل كافٍ من المسؤولين السياسيين الفرنسيين لتهدئة الوضع، باستثناء بعض الأصوات مثل وزير الشؤون الخارجية جان-نويل بارو ووزير الدولة دومينيك دو فيلبان، الذين حاولوا إعادة الحوار إلى مساره المتوازن.
ويخلص ستورا بحسب المقال إلى أن الإفراج عن سانسال يتجاوز كونه خطوة إنسانية، ليصبح مؤشرًا على الحاجة إلى إعادة العلاقات الطبيعية بين فرنسا والجزائر وإتاحة فرصة لنقاش تاريخي وسياسي هادئ. ويؤكد على ضرورة اعتماد مقاربة أكثر توازنًا وعقلانية، حيث يمكن إجراء النقاشات حول التاريخ والسياسة دون التأثر بتطرف اليمين أو الإفراط الإعلامي.
