قفزت أسعار الفضة إلى مستوى تاريخي جديد متجاوزة حاجز 65 دولارًا للأوقية للمرة الأولى، بالتوازي مع صعود الذهب، في ظل تزايد رهانات الأسواق على اتجاه مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي نحو خفض أسعار الفائدة، عقب صدور بيانات ضعيفة عن سوق العمل في الولايات المتحدة. ويعكس هذا التحرك تحوّل اهتمام المستثمرين نحو المعادن النفيسة كملاذ آمن، في وقت يتعرض فيه الدولار لضغوط متزايدة.
وسجلت الفضة في المعاملات الفورية ارتفاعًا بنسبة 2.8 بالمئة لتبلغ 65.63 دولار للأوقية، وهو أعلى مستوى لها على الإطلاق، فيما ارتفع الذهب بنسبة 0.4 بالمئة إلى 4321.56 دولار للأوقية، كما صعدت العقود الأمريكية الآجلة للذهب إلى 4350.50 دولار. ويأتي هذا الأداء القوي مدفوعًا ببيانات رسمية أظهرت ارتفاع معدل البطالة في الولايات المتحدة إلى 4.6 بالمئة خلال نوفمبر، متجاوزًا توقعات الأسواق التي كانت تشير إلى 4.4 بالمئة.
وتشير المعطيات إلى أن هذه الأرقام عززت قناعة المستثمرين بأن الفيدرالي الأمريكي قد يلجأ إلى تيسير سياسته النقدية في الفترة المقبلة، وهو ما انعكس مباشرة على تراجع الدولار، ليزيد من جاذبية المعادن المقومة به للمشترين خارج الولايات المتحدة. وفي هذا السياق، اعتبر متعاملون في السوق أن الفضة تستفيد حاليًا من تدفقات مضاربية قوية، إلى جانب الطلب الاستثماري المرتبط بالتحوط من المخاطر الاقتصادية.
وامتد الصعود إلى بقية المعادن النفيسة، حيث ارتفع البلاتين بنسبة 2.5 بالمئة ليصل إلى 1896.40 دولار، مسجلًا أعلى مستوى له منذ أكثر من 14 عامًا، في حين استقر البلاديوم عند 1602.60 دولار بعد أن لامس أعلى مستوى له في شهرين خلال الجلسة. ويترقب المستثمرون خلال الأيام المقبلة صدور بيانات التضخم الأمريكية، خاصة مؤشر أسعار المستهلك ونفقات الاستهلاك الشخصي، باعتبارها عوامل حاسمة في تحديد اتجاه السياسة النقدية المقبلة.
المصدر: رويترز
