أسدى الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، وسام الاستحقاق الوطني برتبة “عهيد” من المصف إلى المفكر الفيلسوف محمد الصالح الصديق، تقديرًا لمسيرته العلمية والفكرية والوطنية الممتدة على مدى قرن من الزمن.
و يُعدّ الشيخ محمد الصالح الصديق واحدًا من أبرز علماء وفلاسفة الفكر الإسلامي في الجزائر، وجمع في حياته بين الجهاد الوطني، والعلم، والتعليم، والتأليف. وُلد الصديق عام 1925 في منطقة تيزي وزو، ونشأ في أسرة محافظة، ما ساهم في ترسيخ وعيه الديني والثقافي منذ الصغر.
درس الصديق في زاوية محلية ثم تابع علومه الدينية في جامعة الزيتونة بتونس، حيث تلقّى العلم على يد كبار العلماء وامتدت ثقافته لتشمل العقيدة، الفقه، التفسير، التاريخ والفكر الإسلامي. وقد شارك في ثورة التحرير الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، قبل أن يكرّس حياته بعد الاستقلال للتعليم ونشر المعرفة.
تميز الشيخ الصديق بإنتاج علمي واسع، حيث ألف أكثر من 200 كتاب تناولت مجالات متعددة، جمع فيها بين الأصالة الفكرية والانفتاح على قضايا العصر، مع الدفاع عن ثوابت الأمة وقيمها الدينية والثقافية.
كما أسهم الصديق في تطوير الخطاب الإصلاحي الإسلامي ونشر ثقافة العروبة والفكر الوطني، وشارك في أنشطة تعليمية وصحفية وإصلاحية طوال حياته، مما أكسبه احترام العلماء والمثقفين داخل الجزائر وخارجها.
واستمر الشيخ الصديق في التأليف والتعليم حتى تجاوز عمره المئة عام، ليكون نموذجًا فريدًا يجمع بين الإبداع العلمي، والخدمة الوطنية، والحفاظ على الهوية الثقافية.