نعت نقابة المهن السينمائية في مصر، إلى جانب عدد من الفنانين والمثقفين وصنّاع السينما، المخرج المصري داوود عبد السيد، الذي وافته المنية اليوم السبت عن عمر ناهز 79 عامًا، بعد مسيرة فنية حافلة تركت بصمتها العميقة في تاريخ السينما العربية.
وأكد وزير الثقافة المصري، أحمد فؤاد هنو، في بيان رسمي أن السينما المصرية فقدت “قامة فنية كبيرة استطاعت أن تجعل من الشاشة مساحة للتفكير وطرح الأسئلة الكبرى، وأن تعبر بصدق عن هموم الإنسان والمجتمع”، في إشارة إلى الطابع الفلسفي والإنساني الذي ميّز أعمال الراحل.
وُلد داوود عبد السيد في القاهرة عام 1946، وتخرج في المعهد العالي للسينما سنة 1967، قبل أن يلتحق بمؤسسة السينما. وبدأ مشواره الفني مساعدًا للإخراج في أعمال بارزة، من بينها فيلم “الأرض” للمخرج يوسف شاهين و“أوهام الحب” مع ممدوح شكري، كما أنجز في بداياته عددًا من الأفلام التسجيلية التي تناولت قضايا الريف والعمل والتعليم.
دخل عبد السيد عالم الإخراج الروائي الطويل بفيلمه “الصعاليك” عام 1985، بطولة نور الشريف ومحمود عبد العزيز، لتتوالى بعدها أعماله التي انشغلت بسبر عوالم المهمشين والأسئلة الوجودية والطبقات الاجتماعية الهشة، من بينها “البحث عن سيد مرزوق”، “سارق الفرح”، “أرض الخوف”، “مواطن ومخبر وحرامي” و“قدرات غير عادية”.
ويُعد فيلمه الشهير “الكيت كات”، المأخوذ عن رواية “مالك الحزين” للكاتب إبراهيم أصلان، علامة فارقة في مسيرته الفنية، حيث تحوّل إلى أيقونة سينمائية حصدت جوائز عديدة ولا تزال حاضرة في الذاكرة الثقافية العربية.
نال الراحل عدة تكريمات رسمية، أبرزها جائزة الدولة للتفوق في الفنون عام 2004، وجائزة الدولة التقديرية عام 2012، وصولًا إلى جائزة النيل في الفنون سنة 2022، تقديرًا لإسهاماته الاستثنائية في تطوير الخطاب السينمائي المصري.
المصدر: رويترز
