كشف الوجه الملثم…صوت أصبح رمزًا عالميًا للمقاومة

كشفت  حركة المقاومة الفلسطينية حماس لأول مرة عن الوجه الملثم لـ”أبو عبيدة”، الناطق العسكري الذي أصبح خلال أكثر من عقدين رمزًا عالميًا للمقاومة ضد الإحتلال الإسرائلي لفلسطين. منذ ظهوره الأول في 2002، ارتبط اسمه بالإعلانات العسكرية الحاسمة والعمليات الاستراتيجية، حتى تحول صوته وملثم وجهه إلى أيقونة إعلامية تتابعها وسائل الإعلام حول العالم، ويُمثل اليوم صورة القوة والصرامة في مواجهة الاحتلال الصهيوني.

ظهر حذيفة سمير عبد الله الكحلوت، المعروف باسم “أبو عبيدة”، لأول مرة في العام 2002 كناطق رسمي عسكري باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مرتديًا الزي العسكري وملثم الوجه. منذ ذلك الحين، أصبح الصوت الإعلامي الأكثر متابعة خلال الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة.

ولد أبو عبيدة في 11 فبراير 1985 في مخيم جباليا شمال القطاع، بينما تعود جذوره إلى مدينة المجدل في عسقلان. بدأ ارتباطه بحركة حماس خلال المرحلة الثانوية كعضو في الكتلة الإسلامية، ثم انضم إلى كتائب القسام ليصعد سريعًا حتى يصبح ناطقها العسكري. حصل على درجة الماجستير في أصول الدين من الجامعة الإسلامية في غزة، ووصفه قياديون في حماس بأنه يجمع بين الجدية العسكرية وروح الدعابة.

وقد برز أبو عبيدة في الإعلام العسكري عند إعلان اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2006، والتي انتهت في 2012 بصفقة تبادل الأسرى التي شملت الإفراج عن أكثر من ألف أسير فلسطيني. كما اكتسب شهرة واسعة بعد هجمات 7 أكتوبر 2023، حين أعلن تفاصيل هجوم على جنوب إسرائيل، الذي تبعه حرب إسرائيلية أودت بحياة عشرات آلاف الفلسطينيين.

بحسب مصادر في حماس، لم يكن أبو عبيدة مجرد ناطق إعلامي، بل أصبح من القادة البارزين في كتائب القسام، مقربًا من دائرة صنع القرار، وخاصة من محمد الضيف قبل اغتياله في يناير 2025، ومن القادة الآخرين الذين استهدفتهم إسرائيل خلال الحرب.

اغتالت إسرائيل أبو عبيدة في 30 أوت 2025 بغارة جوية على بناية غرب غزة، في خطوة وصفت بأنها “ضربة قاتلة” للجهاز الإعلامي للكتائب. ورغم ذلك، حافظت حماس على سياسة عدم الإعلان الفوري عن القادة المغتالين لأسباب تنظيمية وأمنية، وأعلنت لاحقًا عن تعيين متحدث جديد احتفظ بلقب “أبو عبيدة” لإدامة الاستمرارية الإعلامية للحركة.

خلال أكثر من عقدين، أصبح أبو عبيدة رمزا للمقاومة الإعلامية والعسكرية ضد الإحتلال، ومثالًا على كيف يمكن للقيادة الإعلامية أن تكون عنصرًا مركزيًا في الصراع المستمر.

المصدر: الشرق الأوسط + وكالات

Exit mobile version