تقرير…انسحاب القوات الإماراتية من اليمن يكشف خلافات خليجية مستمرة

تطرق تقرير لوكالة رويترز إلى إمكانية أن يسهم انسحاب القوات الإماراتية من اليمن بعد الغارة الجوية التي نفذها التحالف بقيادة السعودية في تهدئة التوتر بين القوتين الخليجيتين، لكنه أكد أن الواقعة كشفت عمق انعدام الثقة المتفاقم بين السعودية والإمارات، اللتين طال أمد خلافاتهما النفطية والجيوسياسية.

وفي وقت مبكر من يوم الثلاثاء، شن التحالف غارة جوية على ميناء المكلا جنوب اليمن، ما دفع إلى دعوات لسحب القوات الإماراتية المتبقية حفاظاً على سلامتها، مع تأكيد السعودية أن أمنها القومي خط أحمر. وأفادت الإمارات بأنها فوجئت بالغارة قبل إعلان انسحابها، مؤكدة سعيها للتهدئة منذ تقدم المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم منها في جنوب اليمن.

وتأتي الأزمة بعد تقدم مفاجئ للانفصاليين المدعومين إماراتياً في أوائل ديسمبر، ما زاد الانقسامات بين السعودية والإمارات حول النفط والنفوذ الإقليمي. وأوضح مصدر خليجي أن التصعيد جاء نتيجة تصور خاطئ نتج عن محادثات بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حول الحرب في السودان.

وشملت المحادثات اتصالات هاتفية بين السعودية والإمارات في ديسمبر، لكنها لم تسفر عن نتائج ملموسة. ويشير محللون إلى أن أي مواجهة جديدة بين البلدين قد تعمق التوتر في منطقة الخليج، وتعرقل التوافق على قرارات إنتاج النفط خلال اجتماع أوبك+ يوم الأحد.

تطورات اليمن

حقق المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً تقدماً في جنوب اليمن، بما في ذلك حضرموت الاستراتيجية، ليصبح مسيطراً على مساحات واسعة. وكان المجلس شريكاً في التحالف الذي يقاتل إلى جانب الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية ضد الحوثيين المتحالفين مع إيران.

وضع هذا التقدم السعودية والإمارات على طرفي نقيض، وأقرب المجلس إلى الحدود السعودية، ما منح المناطق أهمية ثقافية وتاريخية خاصة. وقد نفذت غارات سعودية على حضرموت مرتين خلال الأيام الأخيرة، فيما رفض المجلس الانسحاب مؤكداً استمرار تأمين حضرموت والمحافظة الشرقية المهرة.

وأكدت الإمارات أنها لم تشارك في أي عمليات تهدد أمن السعودية أو حدودها، وأنها تسعى للتهدئة منذ تقدم المجلس الانتقالي.

الخلافات حول السودان

تجلى التوتر أيضاً في السودان، حيث تقود السعودية والإمارات ومصر والولايات المتحدة جهود وساطة، بينما يعاني السودان أزمة إنسانية منذ أبريل 2023. واتهمت الأمم المتحدة والإدارة الأمريكية الإمارات بدعم قوات شبه عسكرية، وهو ما تنفيه أبوظبي.

وأشار المصدر الخليجي إلى أن معلومات مضللة حول اجتماع نوفمبر في واشنطن بين ترامب وولي العهد السعودي حول السودان ساهمت في التصعيد الحالي في اليمن.

اضطرابات سابقة وتحذيرات دبلوماسية

شهدت منطقة الخليج اضطرابات سابقة، أبرزها أزمة المقاطعة ضد قطر عام 2017، لكن الخبراء لا يرون أن التوتر الحالي يمكن أن يتكرر بنفس الشكل. وقال مسؤول إماراتي إن المرحلة الحالية تستدعي تغليب الحوار وابتكار حلول سياسية وحفظ التحالفات دون قطع قنوات التواصل.

Exit mobile version