قامت قناة AZPM الأمريكية، بنشر فيديو “Eveli: The Algerian born Jeweler of the Southwest” “إيفيلي: الصائغ الجزائري الأصل في الجنوب الغربي” و هو وثائقي قصير يسلط الضوء على حياة الفنانة الجزائرية إفيلي سباتيي، التي أصبحت واحدة من أبرز صانعات المجوهرات في الجنوب الغربي الأمريكي.
تُعد إفيلي سباتي، الحرفية الجزائرية الأصل، واحدة من الأسماء اللامعة في عالم صناعة المجوهرات في الجنوب الغربي الأمريكي. ولدت إفيلي في الجزائر، حيث نشأت في بيئة غنية بالتقاليد الجزائرية، لتبدأ رحلة فنية وروحية شكلت مسارها الإبداعي في عالم الحرف اليدوية.
تغيرت حياة إفيلي بشكل جذري بعد لقاءها بتشارلز لولومَا، الفنان الأمريكي من قبيلة هوبي الشهير. هذا اللقاء كان نقطة التحول الحاسمة، إذ دعاها لولومَا للعيش والعمل معه في أراضي الهوبي، وهناك تلقت تدريبات مكثفة تحت إشرافه. هذه الفترة لم تقتصر فقط على تعلم مهارات صناعة المجوهرات، بل كانت رحلة روحية تعمقت فيها إفيلي بروح الثقافة الأصلية والاتصال العميق بالأرض.
بعد مغادرتها أراضي الهوبي، بدأت إفيلي تشق طريقها الفني الخاص، مُبتكرة أسلوبًا فنيًا مميزًا يمزج بين تقاليدها الجزائرية والروحانية الأمريكية الأصلية. ليس غريبًا أن تصبح أول فنانة غير أمريكية أصلية تُعرض أعمالها في متحف Wheelwright في سانتا في، نيو مكسيكو، الذي يُعد من أهم المؤسسات الفنية في هذا المجال.
تُبرز أعمال إفيلي تقديرها للجمال في المواد الخام كالذهب والفضة والعظام، مع الحرص على أن تكون كل قطعة تحمل روحًا وقصةً خاصة. وهي لا ترى المجوهرات كقطع زخرفية فقط، بل كعناصر تعبيرية تنقل طاقة الفنان وروحه، مما يجعلها تجربة حسية وروحية في آن واحد.
تمثل قصة إفيلي سباتي نموذجًا فريدًا للتلاقح الثقافي والفني، حيث تمكنت من تحويل تجاربها الشخصية من بيئة جزائرية إلى لغة بصرية تتحدث بها المجوهرات في الجنوب الغربي الأمريكي. إنها قصة عن الإبداع والهوية والبحث عن الذات في عالم متغير.
في زمن تتسارع فيه العولمة، تُذكّرنا قصة إفيلي بأهمية الجذور والروح في صناعة الفن، وتفتح أمامنا نافذة على تجارب فريدة تمزج بين الثقافات، وتجسد قيمة التواصل بين الشعوب من خلال الحرف اليدوية.
للاشارة فقناة AZPM على يوتيوب هي القناة الرسمية لوسائل الإعلام العامة في ولاية أريزونا الجنوبية، الولايات المتحدة. تُديرها جامعة أريزونا وتُعرف باسم Arizona Public Media. تقدم القناة مجموعة متنوعة من المحتوى الإعلامي، بما في ذلك الأخبار المحلية، والبرامج الثقافية، والعروض التعليمية، والمحتوى الموجه للأطفال.