مهرجان جرش 2025.. التقاليد تلتقي بالذكاء الاصطناعي

وسط أجواء احتفالية احتضنتها مدينة جرش الأثرية شمال الأردن، انطلقت مساء  أمس الأربعاء فعاليات الدورة التاسعة والثلاثين من مهرجان جرش للثقافة والفنون بالمملكة الأردنية .

وأكد وزير الثقافة الأردني ورئيس اللجنة العليا لمهرجان جرش للثقافة و الفنون، الدكتور مصطفى الرواشدة، أن المهرجان “رسالة وطنية متجددة تعبّر عن روح الثقافة الأردنية وثوابتها، وفي مقدمتها دعم حق الشعب الفلسطيني في الحرية والكرامة”.

من جانبه، وصف رئيس لجنة بلدية جرش الكبرى، محمد سليمان بني ياسين، المهرجان بأنه “نبض الهوية الوطنية الأردنية، ورسالة حضارية تنطلق من قلب التاريخ إلى العالم”.

وشهد حفل افتتاح مهرجان جرش للثقافة والفنون، عروضًا استعراضية مذهلة بالطائرات المسيرة (الدرون) أضاءت سماء المدينة بلوحات ضوئية جسّدت صور الملك عبد الله الثاني وولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله، وشعار المهرجان، إلى جانب مشاهد فنية رقمية تعكس عراقة المسارح الأثرية.

كما تضمن أوبرات فنيو بعنوان “على ذرى المجد” من أشعار حيدر محمود، وأداء تمثيلي لكل من “أمل الدباس”، “هاني الخالدي”، “نغم بطارسة”، وغنائيًا بمشاركة كوكبة من الأصوات الأردنية، منها “نانسي بيترو”، “مكادي نحاس”، “ياسمين أحمد”، و”سعد حطيبات”، مع فرقة “مجدل للفنون الشعبية”

اللافت في الأوبرات استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والعرض الرباعي الأبعاد (4D) لتمثيل تطوّر مدينة جرش، في مشهد يجمع بين الشعر والتاريخ والتكنولوجيا.

واختُتم الحفل بتكريم الفنان الأردني عمر عبد اللات، الذي قدّم باقة من أغنياته الوطنية، أبرزها “أردن يا وطنا” وأغنية “يا جبل ما يهزك ريح” التي أهداها للشعب الفلسطيني، وسط تفاعل كبير من الحضور.

ويستمر المهرجان حتى  2  أوت 2024، بمشاركة مجموعة من كبار الفنانين العرب، من بينهم:

ميادة الحناوي وأصالة نصري من سوريا، ومحمد حماقي من مصر، وأحلام الإماراتية، إضافة إلى ملحم زين من لبنان، وخالد عبد الرحمن من السعودية، كما تُنظم “ليلة أردنية” بمشاركة فنانين شباب، بالتنسيق مع نقابة الفنانين الأردنيين، منهم  نجم السلمان، ثمين حداد، غادة عباسي، حمدي المناصير .

وفي تصريح لوكالة رويترز، قال وزير الثقافة مصطفى الرواشدة إن الدورة الحالية ركزت على الفن الملتزم والثقافة الجادة، وعلى توسيع المشاركة الأردنية، بما يتوافق مع “ثوابت الأردن ومواقفه العروبية.

للإشارة يعرف المهرجان  مشاركة 37  دولة عربية وأوروبية، في عرض متعدد الثقافات والتقاليد على خشبة المسرح وفي جناح السفارات، حيث تمتد الفعاليات إلى ثماني محافظات (عمان، الزرقاء، مأدبا، إربد، الطفيلة، المفرق، معان) كجزء من استراتيجية التوسع الثقافي الوطني

وتعرف  إشراك مواهب 150 مطرب أردني و534 موسيقي و350 مسرحي ضمن الفعاليات، إضافة إلى مشاركة أكاديمية عبر 10 جامعات لتقديم عروض فولكلورية شبابية وتجريبية .

للتذكير مهرجان جرش للثقافة والفنون هو مهرجان ثقافي وفني سنوي يُقام في مدينة جرش الأثرية شمال الأردن، ويُعدّ من أبرز الفعاليات الثقافية في الوطن العربي. انطلق لأول مرة سنة 1981 بمبادرة من الملكة نور الحسين، بهدف إحياء التراث الأردني والترويج للمشهد الثقافي والفني المحلي والعربي، من خلال عروض تُقام في المسارح الرومانية التاريخية التي تشتهر بها المدينة، أبرزها المسرح الجنوبي والمسرح الشمالي.

يستقطب المهرجان نخبة من الفنانين والمبدعين من الأردن والعالم العربي، ويضم برنامجًا متنوعًا يشمل الحفلات الغنائية، الأمسيات الشعرية، المسرح، الرقص الفلكلوري، المعارض الحرفية، الندوات الفكرية، وورش العمل الثقافية، مما يجعله ملتقى فنيا وثقافيا يعكس التنوع والتفاعل الحضاري.

ويُعرف المهرجان بتوفيره مساحة كبيرة للفنون الشعبية والتراثية، حيث تشارك فيه فرق فلكلورية من مختلف الدول، إلى جانب تخصيص منصات للفنانين الشباب والمواهب الجديدة، ما يعزز من دوره في دعم الثقافة الوطنية والانفتاح على الثقافات العالمية.

المصدر: رويترز + الصحفي

Exit mobile version