نهاية 401 عام من البريد…الدنمارك تتوقف عن توصيل الرسائل

أنهت الدنمارك رسميًا، يوم 30 ديسمبر 2025، خدمة توصيل الرسائل الورقية التقليدية، منهية بذلك 401 سنة من تاريخ البريد في البلاد. القرار جاء ضمن خطة شركة البريد السويدية-الدنماركية “بريد الشمال” PostNord للتركيز على توصيل الطرود والبضائع، بعدما تراجعت حجم الرسائل الورقية بشكل حاد خلال السنوات الأخيرة.

ووفقًا لبيانات شركة “بريد الشمال”، فقد انخفض عدد الرسائل التقليدية بنسبة أكثر من 90 ٪ منذ عام 2000، وهو ما جعل الاستمرار في الخدمة غير اقتصادي. ويعتبر هذا التحوّل الدنمارك أول دولة في أوروبا والعالم تتوقف عن البريد التقليدي على المستوى الوطني، مع تحويل التركيز إلى التجارة الإلكترونية والخدمات الرقمية.

وتشهد البلاد بالفعل تحولًا رقميًا كبيرًا، حيث تعتمد الحكومة غالبية مراسلاتها الرسمية على الهوية الرقمية MitID والتطبيقات الإلكترونية، ما ساعد على تقليص الاعتماد على الرسائل الورقية. وتستعد شركة Dao لتولي جزء من خدمات إرسال وتوصيل الرسائل اعتبارًا من 2026، مع آليات توزيع مختلفة، تعتمد على نقاط التسليم بدلاً من التوزيع المنزلي المعتاد.

ومن الناحية الثقافية، تم إزالة حوالي 1,500 صندوق بريد أحمر من الشوارع الدنماركية، وبعضها بيع في مزادات أو أصبح جزءًا من مقتنيات تراثية. ورغم التفاهم الواسع مع التحول الرقمي، أعرب بعض المواطنين، لا سيما كبار السن في المناطق النائية، عن قلقهم من فقدان وسيلة اتصال اعتادوا عليها لعقود طويلة.

يُعد هذا التحول علامة بارزة على التحوّل الرقمي الكامل في الاتصالات والبريد في الدنمارك، ويعكس توجه الدول المتقدمة نحو تقليل الاعتماد على الورق، وتعزيز خدمات التجارة الإلكترونية وتوصيل الطرود في المستقبل.

Exit mobile version