متحف اللوفر يحتفي بالمماليك

ينظم متحف اللوفر في باريس معرضًا فنّيًا غير مسبوق بعنوان “مملوك”، يُعد أول معرض أوروبي مخصص بالكامل للحضارة المملوكية التي ازدهرت في مصر وسوريا بين عامي 1250 و1517. يقدّم المعرض 126 قطعة فنية نادرة، تشمل مخطوطات، خزفًا، زجاجًا، أسلحة، وزينة معمارية تُبرز الثراء البصري والفني لعصر المماليك، الذين تحوّلوا من عبيد عسكريين إلى سلاطين حكموا طرق التجارة وأثروا في الثقافة الأوروبية.

يشكل معرض “مملوك” في فرنسا سابقة ثقافية في تاريخ اللوفر، إذ لا يُعرض التاريخ الإسلامي كحاشية، بل كبؤرة حضارية أثّرت حتى في بدايات عصر النهضة. من أبرز المعروضات: مفتاح الكعبة للسلطان فرج، وحليّ السيدة خواندا فاتيما، وأيقونات دينية إسلامية ومسيحية من القاهرة ودمشق. كما يوفر المعرض تجربة سينوغرافية رقمية تتيح للزائر معايشة فنون العمارة والزخرفة الإسلامية.

المعرض “مملوك” مستمر حتى 28 جويلية 2025، وسيُنقل لاحقًا إلى متحف اللوفر – أبوظبي، ما يعزز حضور الفن الإسلامي ضمن الرواية المتحفية العالمية.

تجدر الإشارة إلى أن آخر مرّة نُظم فيها معرض مماثل كان سنة1981 بواشنطن، التي احتضنت معرض دولي مخصص للفن والحضارة المملوكية عام  في العاصمة الأميركية واشنطن، تحت عنوان “عصر النهضة في الإسلام: فن المماليك”، وكان ذلك بمبادرة من مؤسسة سميثسونيان وبإشراف الباحثة التركية الأميركية إيسين أَتِل. شكّل هذا المعرض سابقة علمية وثقافية، إذ جمع أكثر من 200 قطعة فنية من متاحف أميركية وعالمية، عكست غنى الدولة المملوكية في مجالات الزخرفة، الفنون التطبيقية، العمارة، والخط العربي. ورافق المعرض إصدار كتالوج علمي مرجعي وندوات أكاديمية، ما جعله نقطة تحول في النظرة الغربية للفن الإسلامي، إذ قدّم المماليك بوصفهم صناع نهضة جمالية متفردة، لا مجرد خلفاء لجيوش العبيد. وقد تنقّل المعرض بين واشنطن ونيويورك وعدة مدن أميركية، وظل لعقود مرجعًا بصريًا وفكريًا لفهم تلك المرحلة المزدهرة من تاريخ الشرق الإسلامي.

المصدر : أخبار الشرق + الصحفي

Exit mobile version